تجعل من المهام البسيطةِ تحدياتٍ عظيمة، ويستحيل معها القيام بالأنشطةِ اليوميةِ المعتادة، إنها آلام المفاصل الشكوى الشائعةُ التي تنتج عن أسبابٍ يصعب حصرها.
يناقش مقالُ اليوم المسببات الشائعة للألم المفصلي والأعراض التي تصاحبه، كما يُسلِّط الضوءَ على الخيارات العلاجيةِ التي أبدت فعاليتها في تخفيف الألم، ولن يتغاضى مقالنا عن إسداء بعض النصائح التي تساعد على اجتناب تلك الآلام.
ماذا يُقصَد بآلام المفاصل؟
يشير مصطلح آلام المفاصل إلى حالة الانزعاج التي تسيطر على المصاب من جراء الضرر الذي لَحِق بمواضع التقاء النهايات العظمية، تلك المواضع التي تسمى بالمفاصل (Joints)، والتي توفر الدعمَ اللازم للمرونةِ الحركية.
يمكن الشعور بالألم في مفصلٍ واحدٍ، وقد يمتد التأثير ليشمل عمومَ الجسم، ففي هذه الحالةِ أو تلك يجب أن تؤخذ هذه الآلام على محمل الجد، نظرًا للوتيرةِ المتسارعةِ التي تتفاقم بها الأمور، فالإسراع إلى خوض الرحلة العلاجية يقطع كلَّ سبيلٍ أمام تدهور الحالةِ الصحيةِ للمصاب.
المسببات الشائعة لآلام المفاصل
اضطرابات المناعة الذاتية (Autoimmune disorders)
- تنتج آلام المفاصل عند التعرض لاضطرابات المناعة الذاتية (Autoimmune disorders)، إذ تشهد حالات التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) والذئبة الحمامية الجهازية (Systemic lupus erythematosus) مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجةِ السليمة، مما يتسبَّب في آلامٍ مفصليةٍ حادة.
- على نفس النهج تتسبَّب ردود الفعل غير المبررة للجهاز المناعي في الإصابةِ بحالة الغرناوية أو داء الساركويد (Sarcoidosis)، حيث تنشأ العقيدات (Granulomas) التي ينتج عنها الألم المفصلي والتندب الرئوي.
التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis)
- يمثل التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis) أحد الأشكال الشائعةِ من التهاب المفاصل (Arthritis)، غير أن هذا المرض يتطور بشكلٍ تدريجيٍ طوال المدةِ التي تتعرض خلالها الغضاريف (Cartilages) للتآكل.
- تتكفل الغضاريف بتوسيد العظام لتقليل الاحتكاك وامتصاص الصدمات، فعندما تتعرض للاهتراء يظهر الألم المفصلي المصحوب بالتيبس (Stiffness)، وعادةً ما تظهر الأعراض بعد تجاوز سن الـ 45 عامًا.
النقرس والنقرس الكاذب (Gout and Pseudogout)
- يمثل النقرس (Gout) إحدى الصور المعقدة من التهاب المفاصل، إذ تحدث الإصابةُ به نتيجةً لتراكم بلورات حمض اليوريك (Uric acid) في المفاصل، مما يؤدي إلى ألمٍ شديدٍ يصاحبه تورمٌ في الإصبع الكبير من القدم.
- أما عن النقرس الكاذب (Pseudogout)، فقد سُمِّي كذلك بسبب أعراضِه المباغتة التي تتشابه مع أعراض النقرس، غير أن النقرس الكاذب يُسبِّب الألم نتيجةً لتراكم ثنائي هيدرات بيروفوسفات الكالسيوم (Calcium Pyrophosphate Dihydrate) في المفاصل.
التهاب المفاصل الإنتاني وداء لايم
- قد تظهر آلام المفاصل نتيجة تعرض المفصل لأحد صنوف العدوى، والتي تنتقل إليه عبر مجرى الدم قادمةً من جزءٍ آخر من الجسم، فالتهابُ المفاصل الإنتاني (Septic arthritis) يُعَد مثالًا واضحًا على هذا النوع من مسببات الآلام المفصلية.
- أما عن ألم المفاصل المقترن بداء لايم (Lyme disease)، فإنه يُعزَى إلى العدوى البكتيرية المسببة لهذا الداء، والتي تنقل بكتيريا البوريليا (Borrelia bacteria) عبر لدغات حشرة القراد.
- تتسبَّب العدوى في تسلل الجراثيم (Germs) إلى السائل الزلالي (Synovial fluid) الذي يملأ تجاويف المفاصل، مما يؤدي إلى تدهور الغضاريف والشعور بآلامٍ مفصليةٍ يصعب تحملها.
العدوى الفيروسية (Viral infection)
على نحوٍ مماثلٍ لما يحدث في حالات التهاب المفاصل الإنتاني، تتسبَّب العدوى الفيروسيةُ (Viral infection) في تأجيج الآلام المفصلية، فالقائمةُ التالية تستعرض أبرز الأمراض ذات المنشأ الفيروسي، والتي تشارك في تطور آلام المفاصل:
- الإنفلونزا (Influenza).
- كوفيد-19 (COVID-19).
- النكاف (Mumps).
- التهاب الكبد (Hepatitis).
- الحمى الروماتيزمية (Rheumatic fever).
التهاب المفاصل التفاعلي
قد ينشأ الألم المفصلي نتيجةً لإصاباتٍ لا تستهدف المفاصل في المقام الأول، ويُعَد التهاب المفاصل التفاعلي (Reactive arthritis) مثالًا واضحًا على هذه الحالات، إذ يتسبب في الشعور بآلام المفاصل عند تعرض الأمعاء (Intestines)، الأعضاء التناسلية (Genitals)، أو المسالك البولية (Urinary tract) لأحد أشكال العدوى.
التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthritis)
- يقترن التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthritis) بمرض الصدفية (Psoriasis) الذي يتسبَّب في ظهور بقعٍ حمراء على الجلد تعلوها القشور الفضية.
- غالبًا ما تظهر آلام المفاصل بعد مرور عدة سنواتٍ منذ الإصابة بالصدفية، ولكن في بعض الحالات النادرة يظهر الألم قبل ظهور البقع الجلدية، ما يعني أن الألمَ المفصلي قد ينذر بالإصابةِ بالصدفية، كما يمكن للصدفيةِ أن تسهم في تيبس المفاصل وتورمها.
التهاب الأوتار (Tendons) والتهاب الجراب (Bursitis)
الأوتار (Tendons) ما هي إلا أشرطةٌ مرنةٌ تربط العظام (Bones) بالعضلات (Muscles)، فحينما يقرر شخصٌ ما القيامَ بحركةٍ معينة، تكون البداية بتقليص عضلاته طوعًا، مما يسمح للأوتار بشد العظام وإنجاز الحركةِ المطلوبة، لكنَّ الأمور لا تسير على هذا النحو السلس عند الإصابةِ بالتهاب الأوتار (Tendinitis)، إذ تفقد الأوتار قدرتَها على أداء وظيفتها بشكلٍ فعال، الأمر الذي يُزيد العبءَ الواقع على المفصل، ومن هنا تظهر الآلام المفصليةُ الحادة، وقد يكون التهاب أوتار الكتف مثالًا واضحًا على هذا النوع من الحالات.
على الجهة المقابلة يمكن لالتهاب الجراب (Bursitis) أن يؤجج الألم المفصلي، إذ تتمثل مهمة هذا الجراب في توسيد العظام، الأوتار، والعضلات القريبةِ من المفاصل، ما يعني أن التهابه ستنتج عنه زيادةٌ في الضغط على المفاصل يظهر على إثرها الألم.
الاضطرابات التنكسية للعظام
- رغم أنها تستهدف العظامَ في المقام الأول، إلا أن العدوى العظميةَ (Osteomyelitis) قد تتسبَّب في انتقال الألم إلى المفاصل المحيطةِ بالعظام المصابة، حيث تبدأ العدوى -بكتيريةً كانت أو فطريةً- من الجلد ثم تنتقل إلى المفاصل عبر مجرى الدم.
- بأسلوبٍ غير مباشرٍ، تشارك هشاشةُ العظام (Osteoporosis) في ظهور آلام المفاصل، إذ تُزيد من احتمالات التعرض للكسور (Fractures)، مما يؤثر بالسلب على استقرار المفصل من جراء الضغوط الإضافيةِ المسلَّطةِ عليه.
- قد ينتج عن الكسور العظميةِ توقفٌ للتدفق الدموي إلى جزءٍ من العظام، وهي الحالةُ المعروفةُ باسم نخر العظام اللاوعائي (Avascular necrosis)، ففي هذه الحالة تموت أنسجةُ العظام، مما يؤدي إلى فقدان استقرار المفصل وتفاقم الألم المفصلي.
الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)
على عكس المسببات الأخرى لآلام المفاصل، يمكن ألا يبدو التورم على المصابين بالألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)، ذلك أن آلام المفاصل المقترنة بهذه الحالة تنشأ في الأساس نتيجةً للتغيرات التي تطرأ على طريقة معالجة الجهاز العصبي المركزي (Central nervous system) لإشارات الألم.
عادةً ما تُسبِّب هذه الحالة آلامًا في عموم الجسم، ومع ذلك يشكو المصابون دائمًا من وجود مناطق معينةٍ في أجسامِهم تكون أكثر تحسسًا للضغط، فما إن يقوموا بلمسِها حتى يشعروا بالألم الحاد.
السرطان (Cancer)
- هذا هو السيناريو الأسوأ لظهور آلام المفاصل، إذ تؤدي الإصابةُ بسرطان العظام (Bone cancer) إلى نمو الورم وازدياد الضغط على المفاصل والأنسجةِ المحيطة، مما يتسبَّب في الشعور بالآلام المفصليةِ الحادة التي تقترن بتهيج المفاصل وتورمها.
- على الجهة المقابِلة يعاني المصابون بسرطان الدم (Leukemia) من آلام العظام والمفاصل، وعادةً ما يستهدف الألم في هذه الحالات المفاصلَ الكبرى، مثل: الوركين (Hips) والكتفين (Shoulders).
الأعراض المصاحبة لآلام المفاصل
- التورم (Swelling).
- التيبس (Stiffness).
- صعوبةٌ عند ثني المفصل أو بسطِه.
- الشعور بالتنميل (Numbness) والضعف في المفصل المتضرر.
- إصدار الأصوات المفاجئة عند تحريك المفصل.
- الحمى (Fever) غير المقترنةِ بالأعراض الأخرى للإنفلونزا.
- فقدان الحركة في الحالات المعقدة.
تشخيص الآلام المفصلية
يُعوَّل على الكثير من الوسائل لتشخيص الألم المفصلي قبل المضي قدمًا نحو علاجه، فالنقاط التالية تعرض أبرز الفحوصات التي يتم إجراؤها لهذا الغرض:
- فحص تعداد الدم الكامل (CBC): يهدف هذا الفحص المعملي إلى قياس تعداد المكونات المختلفة للدم، فقد يشير الخلل في التعداد إلى وجود عدوى أو التهاب.
- تحليل بروتين C التفاعلي (C-reactive protein): يُستخدَم هذا الاختبار لتقييم شدة الالتهابات والأمراض المزمنة، إذ يشير ارتفاع مستوى بروتين C التفاعلي إلى التعرض للعدوى أو الالتهابات الحادة.
- بزل المفصل (Arthrocentesis): تُسحَب عينةٌ من السائل الزلالي للمفصل خلال هذا الفحص، وبتحليلها يُكتشَف تراكم بلورات حمض اليوريك التي ترتبط بمرض النقرس، كما يمكن ملاحظة الزيادة في عدد خلايا الدم البيضاء (WBCs)، مما يشير إلى التهاب المفصل.
- فحوصات الدم الخاصة بأمراض المناعة الذاتية: تقوم هذه الفحوصات بإظهار الأجسام المضادة (Antibodies) التي يشير وجودها إلى الإصابةِ بأحد أمراض اضطراب المناعة الذاتية.
- الأشعة السينية (X-rays): يُعتمَد على هذه الأشعة لاكتشاف تآكل المفاصل وكسور العظام، هذا إلى جانب قدرتها على إظهار الزوائد العظمية التي تتسبَّب في زيادة الضغط على المفصل.
أبرز الوسائل المستخدمة لعلاج الآلام المفصلية
الأدوية الموصوفة (Prescription medications)
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تشارك هذه المضادات في تخفيف الألم المفصلي الناتج عن الالتهاب والتورم، وتُعَد أدوية الإيبوبروفين (Ibuprofen)، النابروكسين (Naproxen)، والأسبرين (Aspirin) أمثلةً شائعة الاستخدام ضمن هذه الفئة.
- الأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض (DMARDs): تتمتع هذه الأدوية بقدرةٍ كبيرةٍ على علاج التهاب المفاصل الناتج عن اضطراب المناعة، إذ تعمل على تقليل الاستجابة المناعية المفرَطة التي تتسبَّب في مهاجمة الأنسجة السليمة.
- المضادات الحيوية (Antibiotics) والمضادات الفيروسية (Antivirals): تُستخدَم هذه المضادات لعلاج الألم الناجم عن العدوى، فبينما تُسخِّر المضادات الفيروسيةُ جهودها للتغلب على العدوى الفيروسية، تعمل المضادات الحيوية على مجابهة العدوى البكتيرية.
- أدوية الكولشيسين (Colchicine): يعمل الكولشيسين على تقليل بلورات حمض اليوريك المتراكمة في المفاصل، مما يكسبه الفعالية لعلاج الألم المفصلي الناتج عن الإصابةِ بالنقرس وحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية (Familial Mediterranean fever).
- الأدوية الأفيونية (Opioid drugs): تمثل هذه الفئةُ الملاذَ الأخير الذي يتم الالتجاء إليه إذا عجزت الأدويةُ الأخرى عن تخفيف الألم، إلا أنه يتم الحصول على هذه الأدوية بجرعاتٍ محدودةٍ لتفادي الدخول إلى دائرة إدمانها.
العلاجات الموضعية (Topical treatments)
- مرخيات العضلات (Muscle relaxants): تُجدي مرخيات العضلات نفعًا في علاج الألم المفصلي المقترن بالتقلص العضلي، مما يجعلها خيارًا نموذجيًا للحالات التي تعاني من الألم العضلي الليفي.
- مراهم الكابسيسين (Capsaicin ointments): كشفت إحدى الدراسات عن فعالية مراهم الكابسيسين في علاج الاختلال الوظيفي لألياف مستقبِلات الألم (Nociceptor fibers)، إذ تعمل هذه المادةُ على خفض إنتاج المواد الكيميائيةِ المعززةِ لانتقال إشارات الألم إلى الدماغ، مما يعكس قدرتَها على الحد من الآلام المفصلية.
- مستحضرات الليدوكايين (Lidocaine preparations): يتوفر الليدوكايين بأشكالٍ دوائيةٍ عديدة سواء المراهم (Ointments)، البخاخات (Sprays)، أو اللاصقات (Patches)، وقد يتم استخدامه بالشكل المناسب للتغلب على الألم المفصلي نظرًا لطبيعته المخدرة.
إجراءات الحَقن (Injection procedures)
- الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid): يُحقَن الكورتيكوستيرويد في المفاصل الملتهبة لتخفيف الألم لفترةٍ تُقدَّر بنحو 3 أشهرٍ، إلا أنه يجب ألا يتم الإفراط في استخدام هذه الحقن نظرًا لما ينتج عن ذلك من تلفٍ لغضاريف المفصل وأربطتِه.
- حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid): يعمل حمض الهيالورونيك على تعويض النقص في السائل الزلالي الذي يساهم في تزليق المفاصل، مما يمنح المصابين شعورًا بالارتياح لمدةٍ تصل إلى 5 أسابيع، مع آثارٍ جانبيةٍ طفيفةٍ مقارنةً بالكورتيكوستيرويد.
- البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تُستخلَص البلازما الغنية بالصفائح الدموية بعد إجراء بعض المعالَجات على عينةٍ من دم المريض، وبحقنها في المفاصل، ستعمل البلازما على تثبيط الالتهاب المسبِّب للألم والتيبس، مما يُعجِّل باكتمال الشفاء.
- حَقن الكولاجين (Collagen injection): يمثل الكولاجين أحد البروتينات الأساسيةِ في جسم الإنسان، لذا يمكن الخضوع لهذا الإجراء للانتفاع بفوائد الكولاجين للمفاصل وصحة العظام.
العلاج الطبيعي (Physical therapy)
- التلاعب بالمفاصل (Joints manipulation): تعتمد تقنيات التلاعب بالمفاصل على المناورات اليدويةِ الماهرة، والتي تستهدف نقاطًا محددةً لمعالجة التيبس وسوء المحاذاة، مما يضمن تعزيز نطاق الحركة واستعادة الكفاءةِ الوظيفيةِ للمفصل.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُستخدَم الموجات فوق الصوتية للتغلب على آلام المفاصل، التهابها، وتيبسها، إذ يساهم التأثير الحراري الخاص بها في زيادة التدفق الدموي إلى المنطقة المصابة، لتحصل بذلك على الأكسجين والمغذيات الضروريةِ للتعافي السريع.
- التحفيز الكهربائي للأعصاب (Electrical nerve stimulation): يساهم التحفيز الكهربائي للأعصاب في تقليل حجمِ المعاناة، إذ تفقد الأعصابُ المحفزةُ بعضًا من قدرتها على نقل إشارات الألم إلى الدماغ، مما يمنح المريض شعورًا بالراحةِ والتحسن، ولكن بزوال تأثير التحفيز تظهر الحاجةُ إلى الخضوع لجلسةٍ إضافية.
العلاجات البديلة
- الوخز بالإبر (Acupuncture): يشهد هذا الإجراء استهدافَ نقاطٍ معينةٍ من الجسم، فبإدخالِ الإبر إلى هذه النقاط، تزداد الدورةُ الدمويةُ نشاطًا، ويبدأ الجسم في إطلاق المسكنات الطبيعيةِ للألم لاستعادة المرونة الحركية للمفاصل.
- ممارسة التمارين الرياضية (Exercising): للتمارين الرياضيةِ دور أساسي في التخلص من الوزن الزائد، مما يخفف الضغط الواقع على المفصل، إلا أنه يجب التحقق من ممارسة التمارين ذات التأثير المنخفض -مثل: السباحة وركوب الدراجات الهوائية- فالاعتماد على هذه التمارين يحسن وظيفةَ المفصل من دون التسبب في تهيجه.
العلاجات المنزلية لآلام المفاصل
تساهم بعض الأساليب العلاجية المنزلية في السيطرة على آلام المفاصل، فقد يتم استخدام هذه الأساليب ضمن خطةٍ علاجيةٍ أكثر شمولًا للتعجيل بظهور النتائج الإيجابية، وفيما يلي توضيح لأهم العلاجات المنزلية المستخدمة لتحقيق هذه الغاية:
- إراحة المفصل: يجب الامتناع عن القيام بجميع الأنشطةِ التي تؤجج الآلام المفصليةَ لئلا تتفاقم المشكلةُ المسببةُ للألم.
- أكياس الثلج: توضع أكياس الثلج على المفصل المتضرر لتخليصه من الالتهاب والتورم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مدةَ الجلسة يجب ألا تقل عن 15 دقيقةً، وقد يتم إجراء عدةِ جلساتٍ على مدار اليوم إن اقتضت الضرورةُ ذلك.
- استخدام الكمادات الدافئة: تزيد الحرارةُ من نشاط الدورةِ الدموية في المفاصل المتيبسة، لذا يُنصَح باستخدام الكمادات الدافئة لإرخاء العضلات المحيطةِ بالمفصل وتهدئة الألم بدرجةٍ مقبولة.
- رفع المفصل: بوضع المفصل المتضرر في مستوًى أعلى من القلب، ستنخفض معدلات تدفق الدم والسوائل إلى المنطقةِ المصابة، مما يساعد على تقليل التورم بدرجةٍ ملحوظة.
- استخدام الجبائر في حالات الكسور: تحافظ الجبائر (Splints) على استقرار العظام ريثما تُجبَر تمامًا، الأمر الذي يحول دون تسببها في زيادة الضغط على المفاصل.
أهم التوصيات الطبية لاجتناب الآلام المفصلية
- الاحتفاظ بالوزن المثالي والسعي إلى التخلص من السمنة المفرطة.
- استخدام بعض المكونات الطبيعية والأعشاب لالتهاب المفاصل.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الأنشطة الرياضية البسيطة التي لا تزيد من تهيج المفاصل.
- الامتناع عن حمل الأوزان الثقيلة.
- عدم التوقف عن تحريك المفصل المصاب بشكلٍ تام لتفادي التيبس وضعف العضلات.
علاج الآلام العضلية الهيكلية داخل عيادة الدكتور علي مغنية
يتولى الدكتور علي مغنية المهمةَ العلاجيةَ لمن يعانون من الآلام العضلية الهيكلية (Musculoskeletal pains)، مانحًا بذلك المرضى الراحةَ المستدامةَ بفضل اعتماده على التقنيات الحديثةِ التي لا تتسبَّب في أي آثارٍ جانبية.
أنواع الآلام العضلية الهيكلية:
- اضطرابات المفاصل: يتم العمل على علاج تيبس المفاصل والتهابها سواء التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب المفاصل العظمي.
- آلام العظام: تلتقي نهاياتُ العظام حيث يوجد المفصل، مما يجعل هشاشة العظام، الكسور، والعدوى العظمية مسبباتٍ غير مباشرةٍ للألم المفصلي، لذا يتم توفير الوسائل العلاجيةِ الفعالة للتغلب على هذه المسببات.
- المشكلات العضلية: يقلّ النطاقُ الطبيعي لحركة المفصل عند الإصابةِ بالتمزق العضلي (Myorrhexis)، إذ تعجز العضلات عن جذب المفصل وتحريكه، لذا يجب العمل على علاج المشكلات العضلية للتخلص من الآلام المفصلية.
- إصابات الأوتار: تتكفل الأوتار بنقل القوةِ العضلية إلى المفاصل والعظام، ومع تمزقها أو التهابها يزداد الألم عند تحريك المفاصل، مما يبرز أهميةَ التعافي من إصابات الأوتار لاستعادة القوة والمرونة الحركية.
الأساليب المستخدمة لعلاج الآلام العضلية الهيكلية:
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية: يشهد هذا الإجراءُ الطبي معالجةَ دمِ المريض لاستخلاصِ محلولٍ مركزٍ من البلازما الغنية بالصفائح الدموية، على أن يتم حَقن البلازما في المنطقةِ المصابةِ للتعجيل بالتعافي والسماح للأنسجةِ بالتجدد خلال زمنٍ وجيز.
- حقن الستيرويدات (Steroid injection): تُعرَف أدوية الستيرويد بنشاطها المقاوم للالتهاب، لذا يتم حقنها في المفصل المتضرر لتخليصه من الألم ذي المنشأ الالتهابي.
- حقن حمض الهيالورونيك: تعمل هذه الحقن على تسريع تعافي الأنسجةِ التالفة، مما يفسح المجال أمام تجدد غضاريف المفصل، وبذلك تهدأ ثورةُ الألم ويُستعاد النطاقُ المعهود للحركة.
دور الدكتور علي مغنية في علاج المفاصل الوجيهية للعنق
تُقدِّم المفاصلُ الوجيهيةُ (Facet joints) الدعم اللازم للفقرات العنقية (Cervical vertebrae)، مما يضمن المرونةَ الحركيةَ للرقبةِ، والقدرةَ على تحريكها في الجهات الأربعة، غير أن هذه المفاصل تبقى معرضةً للالتهاب وزيادة الضغط الناتجةِ عن انزلاقِ إحدى الفقرات.
- لعلاج الاضطرابات التي تتعرض لها تلك المفاصل، يتم استخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية والعوامل النمائية (Growth factors)، إذ يسمح هذا الإجراء للأنسجةِ التالفة بالتجدد ليكتمل الشفاء في إطارٍ زمنيٍ ضيق.
- يُعتمَد كذلك على العلاجات التجديدية التي تعزز الشفاءَ الطبيعي للجسم، وبهذا النهج تتجدد غضاريفُ المفاصل بوتيرةٍ أسرع لكي تنتهي معاناةُ المريض من الألم.
- أما أدوية الستيرويد، فيتم حقنها على مقربةٍ من جذور الأعصاب العنقيةِ بتوجيهٍ من الموجات فوق الصوتية، وذلك لكي تعمل على تثبيط التهاب المفاصل، كما تُحقَن الأدويةُ المخدرة -مثل: الليدوكايين لتخفيف الألم إلى أن يبدأ تأثير الستيرويد في الظهور.
علاج الألم المفصلي في العمود الفقري على يد الدكتور علي مغنية
يتكفل الدكتور علي مغنية بعلاج المفاصل الوجيهية الخاصة بالعمود الفقري، تلك المفاصل التي تضمن استقرار الظهر ومحاذاته الصحيحة، كما يقوم بعلاج المفصل العجزي الحرقفي (Sacroiliac joint)، إذ يؤدي التهابه إلى آلامٍ حادةٍ في منطقة الظهر والحوض.
- بمساعدة الموجات فوق الصوتية، يتم توجيه إبر الستيرويد وحمض الهيالورونيك إلى مناطق الألم بدقةٍ فائقة، وبذلك يقل الالتهاب وتتعافى الأنسجةُ التالفة، فينحسر الألم بدرجةٍ ملحوظة.
- تُستخدَم كذلك تقنية التردد الحراري لتقليل النشاط المفرَط للأعصاب الناقلةِ للألم، مما يضمن حصولَ المريض على الراحةِ نظرًا لعدم وصول تلك الإشارات إلى الدماغ.
طلب الرعاية الطبية لعلاج آلام المفاصل
يحتاج علاج الألم المفصلي إلى الدقة الفائقة خلال مرحلة التشخيص، نظرًا لتعدد المسببات وتشابه بعضها، لذا يوصَى بالاستفادةِ من الخبرات الممتدةِ للدكتور علي مغنية، إذ يضمن للمريض اتباع المسار العلاجي الملائم لحالته، وللتواصل مع الطبيب وفريقه المساعد يمكن استخدام إحدى الوسائل الآتية:
- رقم الهاتف: 026 565 3 961+.
- البريد الإلكتروني: info@dralimoghnieh.com.
- لحجز موعد أو التقدم باستفسار: يتم ذلك عبر تطبيق Whatsapp.
الخاتمة:
في مجمل القول يمكن الإقرار بأن آلام المفاصل لها مسبباتٌ عديدة، وهو ما يجعل الرحلةَ العلاجيةَ مليئةً بالتحديات، لذا يجب التحقق من التشخيص الدقيق للعمل على علاج المسببات الفعلية بدلًا من الاكتفاء بتسكين الألم.
الأسئلة الشائعة
ما السبب وراء الشعور بآلام المفاصل بعد انقطاع الطمث؟
يرجع السبب في ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين (Estrogen) خلال هذه الفترة، فلهذا الهرمون دور رئيسي في حماية المفاصل والحد من احتمالات التهابها.
لماذا يزداد خطر التعرض للألم في مفصل الركبة بالنسبةِ للرياضيين؟
قد يشعر الرياضيون بالألم في مفصل الركبة بسبب ضعف استقرار الجذع، مما يؤدي إلى آلامٍ حادةٍ نظرًا لتلين غضروف الرضفة (Chondromalacia patellae) وسوء محاذاة الركبة.
ما هي أبرز مسببات الآلام المفصلية لدى الأطفال؟
تعاني هذه الفئةُ العمريةُ من ألم المفاصل نتيجة الإصابةِ بكساح الأطفال (Rickets) الناجم عن نقص الكالسيوم وفيتامين D، وقد يُعَد الألم مؤشرًا إلى الإصابةِ بأحد اضطرابات المناعةِ الذاتيةِ المعروفةِ باسم التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب (Juvenile idiopathic arthritis).
أي المكملاتِ الغذائية يمكنه أن يحد من آلام المفاصل؟
تعتبر مكملات الجلوكوزامين (Glucosamine) والكوندرويتين (Chondroitin) خيارًا مثاليًا، إذ يوفران الحمايةَ للخلايا الغضروفية (Chondrocytes)، مما يؤدي إلى إبطاء تدهور الغضاريف والحد من الآلام المفصلية.
المصادر:
- webmd.com: Joint Pain
- my.clevelandclinic.org: Joint Pain
- medlineplus.gov: Joint pain
- healthline.com: What to Know About Joint Pain
- mayoclinic.org: Joint pain causes
- medicalnewstoday.com: What to know about joint pain
- msdmanuals.com: Joint Pain Many Joints
- healthdirect.gov.au: Joint pain and swelling
- mayoclinic.org: Septic arthritis
- my.clevelandclinic.org: Osteomyelitis (Bone Infection)
- healthline.com: Understanding Fibromyalgia Joint Pain
- lls.org: Disease- and Treatment-Related Pain
- ncbi.nlm.nih.gov: Topical capsaicin for pain management
- webmd.com: Colchicine – Uses, Side Effects, and More
- physiotattva.com: Understanding joint manipulation techniques & their benefits
- mayoclinic.org: Reactive arthritis
- my.clevelandclinic.org: Sarcoidosis
- mayoclinic.org: Psoriatic arthritis