أبرز أسباب صداع الحمل يجب رصدها وتفاديها

صداع الحمل هو أحد الظواهر الشائعة التي تواجه النساء خلال فترة الحمل، وهو ظاهرة متعلقة بتغيرات هرمونية وعوامل أخرى تنشأ نتيجة لتطوُّر الجنين في رحم الأم.
أبرز أسباب صداع الحمل

على الرغم من السعادة التي تغمر النساء عند استقبالهن نبأَ الحملِ، إلا أن هذه الفترةَ لا تخلو من التحديات، ففي ظل المعاناة من اضطرابات النوم والخلل الهرموني، تصاب النساءُ بحالةٍ شائعةٍ تُعرَف باسم صداع الحمل.

يستعرض مقالُ اليوم أبرز أسباب صداع الحمل، مضاعفاته المحتلمة، والطرق الآمنة لتخفيف شدته بقدر الإمكان دون إلحاق أي ضررٍ بالحامل أو الجنين.

أبرز أسباب صداع الحمل

  • الخلل الهرموني (Hormonal imbalance).
  • زيادة حجم الدم (Increased blood volume).
  • تغيرات الوزن (Weight changes).
  • انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia).
  • الجفاف (Dehydration).
  • التوتر والقلق (Stress and anxiety).
  • اضطرابات النوم (Sleep disorders).

أبرز أسباب صداع الحمل

كيف يتسبب الخلل الهرموني في الشعور بصداع الحمل؟

هنالك علاقةٌ وطيدةٌ تجمع بين صداع الحمل والخلل الهرموني (Hormonal imbalance) الذي يُعَد واحدًا من أبرز المحفزات لآلامِ الرأس خلال هذه الفترة، والتي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا لمستويات هرمون الإستروجين (Oestrogen)، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الحد الذي يصيب النساءَ بنوباتٍ لا تحتمل من الصداع

تشهد كذلك فترةُ الحملِ ارتفاعًا في مستويات هرمون الريلاكسين (Relaxin)، ذلك الهرمون الذي يقوم بإرخاء عضلات وأربطة الحوض (Pelvis) لإعداد الجسم لعمليةِ الولادة، إلا أن هذا الارتفاع يُعرِّض النساء لصداع الحمل نظرًا لسوءِ المحاذاةِ (Misalignment) التي تؤول إليها العظام القذالية (Occipital bones)، الفكين (Jaws)، والفقرات العلوية من العنق (C-1، C-2، & C-3).

صداع الحمل الناتج عن زيادة حجم الدم

يقترن الحمل بزيادة حجم الدم (Increased blood volume)، حيث يعمل الجسم على إنتاج كمياتٍ تفوق الحدود الطبيعيةَ لتلبية المتطلباتِ الغذائيةِ للجنين، إذ يُحمَّل الدم بالأكسجين والعناصر الغذائيةِ الضروريةِ لنموه، وفي غضون ذلك تكون النساءُ أكثر عرضةً لارتفاعِ ضغط الدم (Hypertension)، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعيةِ الدمويةِ في الرأس، ومن ثم تزداد معاناتهن من صداع الحمل.

دور تغيرات الوزن في المعاناةِ من آلام الرأس خلال فترة الحمل

يتسبب الحملُ في وضع أعباءٍ إضافيةٍ على العضلات، والأنكى من ذلك أنه يؤدي إلى تأثر وضعيات الجسم بالسلب، ليزداد بذلك الضغط الواقع على فقرات الظهر والعنق، وما هذه المراحل إلا مقدماتٌ لآلام الرأس.

ما يجب أن تنتبه إليه النساء خلال هذه الفترة هو مقدار الزيادةِ التي تطرأ على أوزانهن والزمن المستغرق لاكتساب الوزن، فقد كشفت إحدى الدراسات عن الخطورةِ البالغةِ لازدياد الوزن بوتيرةٍ متسارعة، مشيرةً إلى وجود مشكلاتٍ تتعلق باحتباس الماء داخل الجسم إذا ما تم اكتساب كيلوجرام خلال أسبوعٍ واحد، مما ينذر بالتعرض لتسمم الحمل (Preeclampsia) الذي يُعَد واحدًا من أسباب الصداع والدوخة معًا.

التعرض لصداع الحمل نتيجة انخفاض سكر الدم

تعاني النساء من نوبات الصداع بسبب عدم الاهتمام الكافي بالنظام الغذائي خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى تعرضهن لانخفاض سكر الدم (Hypoglycemia)، وفي ظل التغيرات المفاجئة لمستويات الجلوكوز، تنشأ الاستجابةُ الإجهاديةُ في الجسم لتزداد معها احتمالاتُ الإصابةِ بالصداع النصفي (Migraine).

استنادًا إلى ما سبق يتضح لنا أن أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي تتلخص في اتباع النظامِ الغذائيِ الصحي، مع عدم تفويت أيٍّ من الوجبات الرئيسية.

تفاقم أعراض الصداع نتيجة التعرض للجفاف

يلتحق الجفاف (Dehydration) بالقائمةِ الخاصة بمحفزات آلام الرأس، فعندما يفتقر الجسم إلى السوائل، تبدأ الأوعيةُ الدمويةُ في الانقباض، وفي هذه الأثناء لا تحصل الخلايا على القدرِ الكافي من الغذاء، مما يؤدي إلى الإصابةِ بأنواعٍ مختلفةٍ من الصداع.

يزداد الأمر سوءًا لدى المرأةِ الحامل، ذلك أنها لا تفقد السوائل في هيئة عرقٍ (Sweat) أو بولٍ فقط (Urine)، لكنها تخسر أيضًا نسبةً لا يُستهان بها من السوائل حين تبدو عليها أعراض القيء (Vomiting)، ما يعني أنها ستكون بحاجةٍ أكبر لتعويض السوائل المفقودة حال رغبتها في تجنب الصداع النصفي أثناء الحمل.

صداع الحمل الناتج عن التوتر والقلق

غالبًا ما تشكو النساء من الصداع النصفي على الجهة اليمنى أو اليسرى كلما أوشك ميعاد الولادة، حيث تبدأ مشاعر التوتر والقلق (Stress and anxiety) في السيطرةِ عليهن، ليزداد صداع الحملِ ضراوةً إلى ضراوته، إذ يستجيب الدماغ لهذا التوتر بإطلاق بعض المواد الكيميائيةِ التي تؤدي إلى تغيراتٍ في الأوعيةِ الدموية (Vascular changes)، لذا تكون النساءُ بحاجةٍ إلى استيعاب عوارض الميغرين وطرق العلاج الفعّالة للتخلص من المشاعر السلبية المسببةِ لآلامِ الرأس.

كيف تؤدي اضطرابات النوم إلى صداع الحمل؟

مع سيطرة القلق والتوتر على المرأةِ الحامل، وفي ظل تعرضها للتغيرات الهرمونية، لا يُقدَّر لها النوم الهانئ، مما يؤدي إلى مزيدٍ من المشكلات المقترنةِ باضطرابات النوم (Sleep disorders)، حيث تتضرر الخلايا العصبية المنتشرة في الوطاء (تحت المهاد) (Hypothalamus)، تلك الخلايا المسؤولة عن ملاءمة النوم مع دورةِ الضوء والظلام بالخارج، كما تُسنَد إليها المهام التي تقضي باحتواءِ الألم، ما يعني أن الضرر الذي لَحِق بهذه الخلايا ستدفع المرأةُ الحاملُ ضريبتَه الباهظةَ حين تلازمها آلامُ الرأس.

 تشير أصابع الاتهام إلى النومِ المضطرب كلما بحثنا عن أسباب صداع في الجانب الأيمن من الرأس والعين، إذ تؤدي اضطرابات النوم إلى الإجهاد البصري (Visual strain)، وتزداد الأمور سوءًا عند احتباس السوائل داخل العين، حيث تصبح الرؤيةُ ضبابيةً نتيجة ازدياد الضغط في مقلة العين (Eyeball).

أبرز أسباب صداع الحمل

مضاعفات صداع الحمل

غالبًا ما ينتج صداع الحمل عن التغيراتِ الطبيعيةِ التي يتعرض لها جسم المرأةِ خلال هذه الفترة، لكنه ينذر بالخطر إذا رافقته الأعراض التالية:

  • الرؤية الضبابية (Blurry vision).
  • التحسس الشديد للضوء ( Extreme sensitivity to light).
  • آلام القفص الصدري (Chest pain).
  • التورم (Swelling) على مستوى الوجه، اليدين، القدمين، أو الكاحل.
  • القيء المتكرر (Frequent vomiting).

الوسائل الآمنة لعلاج الصداع أثناء الحمل

تبحث النساء عن الوسائل الفعالة لعلاج صداع الحمل، لكن ما يجب الانتباه إليه هو الأمان التام لهذه الوسائل على صحتهن وصحة الأجنة، فالنقاط التالية تعرض بعض الخيارات الآمنة لعلاج الصداع النصفي الدهليزي ونصائح مهمة للسيطرة على هذه النوبات: 

  • تناول مسكنات الألم (Pain relievers) من فئة الأسيتامينوفين (Acetaminophen) وفقًا للجرعات التي يحددها الطبيب، فهي الخيار الآمن على عكس الأسبرين (Aspirin) والإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • الحرص على شرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل لتفادي الجفاف وتحسين الدورةِ الدموية، مع اتباع الأنظمةِ الغذائيةِ الصحية التي تخلو من الجلوتين (Gluten) نظرًا لدوره في زيادة احتمالات الإصابة بنوبات الصداع.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحةِ، واتخاذ كافة التدابير لرفع مستوى جودة النوم، فالإجهاد والنوم المضطرب يحفزان الصداع بدرجةٍ كبيرة.
  • الاستعانة بتقنيات التنفس والاسترخاء بما في ذلك: تمارين التنفس العميق (Deep breathing exercises) والتأمل الواعي (Mindfulness meditation)، إذ تعمل هذه التقنيات على تخفيف التوتر المسبب لآلام الرأس.

الحصول على الرأي الطبي للسيطرة على صداع الحمل

يتعين على النساء الاستعانة بالدكتور علي مغنية في حال لازمتهن نوباتُ الصداع أو بدت عليهن المضاعفات، حيث يقوم الطبيب بإسداء نصائح للتعامل مع صداع الحمل على النحو الذي يُقلِّل حدته من دون إلحاق أي ضررٍ بالحاملِ أو الجنين، وفيما يلي بيان لوسائل التواصل مع الطبيب:

  • لحجز موعد أو طرح استفسار: يتم ذلك بواسطة تطبيق Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي المكملات التي تساهم في علاج صداع الحمل؟

تساهم مكملات الإنزيم المساعد (Q10)، الريبوفلافين (Riboflavin)، المغنيسيوم (Magnesium)، وفيتامين D في علاج صداع الحمل والوقايةِ منه.

هل التوقف عن تناول الكافيين يمكن أن يسبب صداع الحمل؟

نعم، يمكن أن يتسبب التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين في التعرض لصداع الحمل، خاصةً لدى النساء اللاتي اعتدن تناولَ كمياتٍ كبيرةٍ من الشاي والقهوةِ يوميًا، إذ تبدأ معاناتهن من الصداع الناتج عن انسحاب الكافيين (Caffeine withdrawal headache) فور التوقف.

ما هي الأطعمة التي تزيد من احتمالات التعرض لصداع الحمل؟

الشوكولاتة، الزبادي، الجبن المعتَّق، القشدة الحامضة، واللحوم المعلَّبة هي أبرز الأطعمةِ المحفزةِ لصداع الحمل، لذا يجب إسقاطها من النظام الغذائي طوال هذه الفترة.

الخاتمة:

بهذا القدر من المعلومات يبلغ مقالُ اليوم مشهده الختامي، فقد استعرضنا من خلاله أبرز أسباب صداع الحمل، مضاعفات هذه النوبات، والطرق الفعالة للسيطرةِ عليها، ومع ذلك يجب الخضوع للفحص الطبي في حالة الشكوى من صداعٍ حاد لاتخاذ المسارِ العلاجي المناسب.

المصادر:

Table of Contents