أسباب الصداع النصفي للمرأة الحامل

ظهر صداع الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الحمل. يمكن أن يحدث هذا الصداع في الثلثين الأول والثالث من فترة الحمل، وقد يزداد خصوصًا في الشهر الثاني.
أسباب الصداع النصفي للمرأة الحامل

من بين الحقائق التي قد تصدم النساء هو ذلك العبث الذي يصيب أدمغتهن خلال فترة الحمل، ولسنا هنا بصدد الحديث عن التشتت والنسيان فقط، إذ يمتد الأمر لما هو أبعد، ليشمل نوبات الصداع النصفي (Migraines) التي تقض مضاجع النساء خلال هذه الفترة.

سيقوم مقال اليوم بتوجيه أنظار النساء إلى مسببات هذا الصداع، وذلك حتى تُتاح لهم الفرصة لتخفيف شدته قدر المستطاع، اعتمادًا على الأساليب العلاجية الآمنةِ عليهن وعلى الأجنة.

أسباب الصداع النصفي للمرأة الحامل

أسباب الصداع النصفي للمرأة الحامل

عادةً ما تعاني المرأةُ الحامل من نوبات الصداع النصفي خلال الثلثين الأول والأخير من هذه الفترة، لذا يتم النظر إلى هذه النوبات بوصفها إشارةً مبكرةً لحدوث الحمل، وفيما يلي بيان لأبرز مسببات هذا النوع من الصداع أثناء هذه الفترة على وجه الدقة:

  • التغيرات الهرمونية (Hormonal changes).
  • زيادة حجم الدم (Increased blood volume).
  • اضطرابات النوم (Sleep disorders).
  • التوتر والإجهاد (Tension and stress).
  • الجفاف (Dehydration).
  • النظام الغذائي غير الملائم (Inappropriate diet).
  • إجهاد العين (Eye strain).

دور التغيرات الهرمونية في الشعور بالصداع النصفي خلال الحمل

تشهد مستويات هرمون الإستروجين (Oestrogen) ارتفاعًا حادًا خلال الأشهر الأولى من الحمل، في الوقت الذي تنخفض خلاله مستويات هرمون البروجستيرون (Progesterone)، قبل أن تعاود ارتفاعها في نهايةِ فترةِ الحمل، ونتيجةً لهذا الخلل الهرموني تصاب المرأةُ الحامل بنوبات الصداع النصفي.

يُمكن أن تتسارع أعراض الصداع النصفي في بداية الحمل، على أن تتحسن خلال المراحل اللاحقة مع استقرار مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على جميع الحالات، فبعض النساء لا يشهدن أي تحسنٍ يُذكَر في نوبات الصداع النصفي طوال فترة الحمل.

يمكن كذلك أن يُفسَّر الانخفاض الذي تشهده نوباتُ الصداع خلال الثلث الأخير من الحمل بالزيادةِ التي تطرأ على مستويات الهرمونات الطبيعية المسكنة للألم، والتي تُعرَف باسم الإندورفين (Endorphins).

الصداع النصفي الناتج عن زيادة حجم الدم أثناء الحمل

  • زيادة في حجم الدم تمثل أحد الأمور الشائعة في الأشهرِ الثلاثةِ الأولى من الحمل، وتأتي تلك الزيادة كاستجابةٍ طبيعيةٍ من الجسم ليصبح قادرًا على نقل الغذاء والأكسجين إلى الجنين.
  • بطبيعةِ الحال يترتب على هذه الزيادة توسع الأوعيةِ الدمويةِ في الدماغ لتتمكن من استيعاب تدفق الدم الزائد، الأمر الذي يضع المزيدَ من الضغوطِ على على النهاياتِ العصبيةِ الحساسة (Sensitive nerve endings)، مما يؤدي إلى نوبات الصداع النصفي.

صداع الحمل المرتبط باضطرابات النوم

أظهرت الدراسات أن اضطرابات النوم (Sleep disorders) تجعل المرأةَ الحامل أكثر عرضةً لنوبات الصداع النصفي، فهي تؤدي إلى حدوث عطبٍ ما في الخلايا العصبية المنتشرة في الوطاء (تحت المهاد) (Hypothalamus) -ذلك  الجزء من الدماغ الذي ينظم النوم والاستثارة- إذ تتولى هذه الخلايا المهام المتعلقة باحتواء الألم، ما يعني أن تعطلها عن العمل سيزيد من حدة نوبات الصداع النصفي.

أوصت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP) بأن تتراوح عدد ساعات النوم من 8 إلى 10 ساعات يوميًا بالنسبةِ للمرأة الحامل، حيث يساعدها ذلك على اجتناب آلام الرأس بصفةٍ عامة.

التوتر والإجهاد ودورهما في تعرض الحامل للصداع النصفي

يؤدي التوتر والإجهاد العصبي إلى تعرض الحامل لنوبات الصداع النصفي، لذا يوصى دائمًا بإيجاد الوسائل الصحية للتعامل مع المشاعر السلبية المسببة لهذا التوتر، ولكي لا تضطر المرأة الحامل لمغادرة المنزل، يكفيها أن تمارس إحدى الهوايات البسيطة لتجد متنفسًا يُخلِّصها من التوتر، أما إذا بلغ الأمر حد الاكتئاب (Depression)، فحينها يجب الاستعانة بأحد المختصين بالصحةِ النفسية.

الشعور بآلام الرأس نتيجة الجفاف

وفقًا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية (The American Migraine Foundation)، فإن ثلث الحالات التي تعرضت للصداع النصفي قد أقرت بأن الجفاف هو المسبب الرئيسي لهذه النوبات، لذا يتعين على النساء الحوامل تناول 10 أكواب (2.4 لتر) من السوائل بصفةٍ يومية لاسِيَّما أنهن يتعرضن للقيء (Vomiting) المتكرر، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل.

على الرغم من إمكانية تناول هذه السوائل في أي وقتٍ من اليوم، إلا أنه يُنصَح بتناولها في وقتٍ مبكرٍ لتفادي اضطرابات النوم الناتجة عن التبولِ ليلًا.

اتباع النظام الغذائي الملائم للحمل لتفادي الصداع النصفي

خلال هذه الفترة الدقيقة، تحتاج النساء إلى اتباع الأنظمةِ الغذائيةِ الملائمة، مع عدم تفويت أَيِّ وجبةٍ على مدار اليوم، هذا إلى جانب الأهميةِ القصوى لاجتناب الأطعمةِ التالية نظرًا لدورها في تحفيز الصداع النصفي:

  • الشوكولاتة.
  • الجبن المعتَّق.
  • المنتجات المحتوية على جلوتامات أحادية الصوديوم (Monosodium glutamate MSG).
  • الأسماك التي تحتوي على نسبٍ ضئيلةٍ من الزئبق (Mercury). 

الشعور بالصداع النصفي من جراء التعرض لإجهاد العين

يُمكن أن يحدث صداع حمل متنقل خلال الثلث الأول من هذه الفترة نتيجةً لتغيراتٍ في الرؤية وحساسية العينين لدى الحامل، هذا إلى جانب اضطرابات النوم التي تتسبب في زيادة إجهاد العين (Eye strain).

يشترك إجهاد العين والنوم غير المستقر في تلف النواة فوق التصالبية (Suprachiasmatic nucleus SCN) -المسؤولة عن استقبال الإشارات من العينين لمطابقة سلوكيات النوم مع دورة الضوء والظلام في الخارج- وبتلف هذه النواة تتعطل دورةُ النومِ والاستيقاظ، الأمر الذي يُعرِّض الحامل لنوباتٍ متكررةٍ من الصداعِ النصفي.

تأثير الصداع النصفي على الجنين في فترة الحمل

تشير معظمُ الدراسات إلى عدم تسبب الصداع النصفي في عيوبٍ خلقيةٍ مباشرةٍ للأجنة، ومع ذلك يجب التعامل مع الصداع النصفي أثناء الحمل بكل حسمٍ، إذ يؤدي هذا النوع من الصداع إلى إجهاد المرأةِ الحامل المقترن بسوء تغذيتها، وهو ما قد يؤثر سلبًا على نمو الجنين.

كيفية الوقاية من الصداع النصفي في الحمل

شرب الكميات الكافية من الماء، الحصول على الراحة، الالتزام بالنظام الغذائي الصحي، واستخدام الكمادات الدافئة وأكياس الثلج تمثل أفضل طرق التخفيف من الصداع النصفي أثناء الحمل، كما أنها خياراتٌ وقائيةٌ لا يجوز التغاضي عنها.

علاج الصداع النصفي الدهليزي ونصائح مهمة

يمثل الصداع النصفي الدهليزي (Vestibular migraine) أحد أنواع الصداع النصفي التي يصاحبها شعورٌ بالدوار (Dizziness)، الغثيان (Nausea)، والتقيؤ (Vomiting)، وفيما يلي بيان لطرق علاج الصداع النصفي الدهليزي ونصائح مهمة:

أقرت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP) بأن أدوية الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والميتوكلوبراميد (Metoclopramide) هي الخيارات الآمنة لعلاج الصداع النصفي أثناء الحمل مهما تباينت أنواعه، أما عن الأسبرين (Aspirin) والإيبوبروفين (Ibuprofen)، فلا يُنصَح باستخدامهما نظرًا لخطورتهما على صحة الجنين خاصةً إن تم تناولهما خلال الثلث الأول من فترة الحمل.

تقدم هذه الأدويةُ حلولًا فعالةً لتجنب الصداع النصفي أثناء الحمل بما في ذلك صداع النصفي على الجهة اليمنى، إلا أنه ينصح دائمًا بتنفيذ النصائح الطبية المتعلِّقة بالنظامِ الغذائي وعددِ ساعاتِ النوم حتى تحقق هذه الأدوية النتائج المنتظرة.

مضاعفات صداع الحمل: الحذر مطلوب

يُمكن صداع الحمل أن يكون نتيجة لحالات حميدة مثل صداع الشقيقة صداع التوتر والصداع العنقودي. ومع ذلك، يُمكن أن يشير أيضًا إلى وجود مشكلات صحية أخرى مثل أمراض الأوعية الدموية، أو تسمم الحمل، أو مشاكل في الدماغ.

في النهاية، يجب على الحامل أن تتبع نصائح الطبيب وتشاركها أي أعراض غير طبيعية قد تظهر للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين.

أهمية التشخيص المبكر للصداع النصفي أثناء الحمل

بالتواصل مع الدكتور علي مغنية، تصبح الفرصةُ مهيأةً أمام الحوامل للتعرف على عوارض الميغرين وطرق العلاج الفعّالة، حيث يضمن التشخيص المبكر سلامة الحامل والجنين، وفيما يلي بيان لطرق التواصل مع الطبيب وفريقِه المُساعِد: 

    • رقم الهاتف: 026 565 3 961+.
  • لحجز موعد أو طرح استفسار: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي الهرمونات التي يؤدي الخلل في مستوياتها إلى صداع الحمل؟

الإستروجين (Estrogen) والبروجستيرون (Progesterone) هي أبرز الهرمونات التي يؤدي الخلل في مستوياتها إلى نوبات الصداع النصفي خلال الحمل.

متى يكون صداع الحمل خطيرًا؟

يصبح صداع الحمل مؤشرًا خطيرًا إن اقترن ببعض الأعراض مثل: ضبابية الرؤية، التحسس الشديد للضوء، تصلب الرقبة، وتورم الوجه أو الأطراف.

ما هي المكملات التي تساهم في تخفيف الصداع النصفي لدى المرأة الحامل؟

مكملات فيتامين D، الريبوفلافين (Riboflavin)، والمغنيسيوم (Magnesium) هي أكثر المكملات الواعدة للحد من وطأة الصداع النصفي طوال فترة الحمل.

الخاتمة:

إلى هنا يبلغ مقالُ اليوم حدَّ الختام، فقد كشفنا من خلاله عن أسباب الصداع النصفي للمرأة الحامل، وقمنا بتناول أبرز الأساليب لعلاجِه والوقايةِ منه، ليحين الآن الدور على النساء الحوامل الواجب عليهن متابعة شؤون حملِهن مع الأطباء المختصين لضمان سلامتهن وسلامة الأجنة.

المصادر:

Table of Contents