لا يدع المجالَ لأن يسير اليومُ على ما يُرام، قد يحول بينك وبين النوم الهانئ، وربما يدفعك بك إلى التغيب عن مقر العملِ أو الدراسة، إنه الصداع الذي يصيب الجانبَ الأيمنَ من الرأسِ والعين، ذلك الألم الشائع ذو المسبباتِ العديدةِ والأعراض المزعجة.
في هذا المقال سنقوم بالكشف عن أبرز مسببات هذا النوع من الصداع، وفي الوقت نفسه سنعرض الوسائل الفعالةَ لعلاجِه، مع إسداء أهم النصائح الطبية لاجتنابه.
أبرز أسباب الصداع في الجانب الأيمن من الرأس والعين
- الاضطرابات العصبية (Neurological disorders).
- العدوى والتحسس (Infection and allergy).
- تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm).
- الإفراط في استخدام الدواء (Medication overuse).
- انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia).
أبرز الاضطرابات العصبية المؤدية إلى آلام الجانب الأيمن من الرأس والعين
يتصدر الألم العصبي القذالي (Occipital neuralgia) قائمة الاضطرابات العصبية (Neurological disorders) المسببة لآلامِ الجهةِ اليمنى من الرأس والعين، وينتج هذا الألم عندما تلتهب الأعصابُ القذاليةُ (Occipital nerves) الممتدةُ من أعلى النخاع الشوكي إلى فروةِ الرأس، مما يؤدي إلى الشعور بالوخزِ الذي يطال فقراتَ العنق، المنطقةَ الواقعةَ خلف العين، ومؤخر الرأس، وفي تلك الأثناء يصبح المصابُ أكثر تحسسًا للضوء.
يمكن لالتهاب الشريان الصدغي (Temporal arteritis) أن يتسبب في هذا النوع من آلامِ الرأس، إذ يؤدي تورمه إلى ازدياد الضغط على عضلات الوجه وجذور الأعصاب، مما ينذر ببدء المعاناةِ من آلام الجهةِ اليمنى من الرأس، والتي تكون مصحوبةً بالإعياء (Fatigue) وآلامِ الفك (Jaw pains).
يصبح صداع الجهةِ اليمنى أشد ضراوةً عندما يتهيج العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal nerve) المسؤول عن نقل الإحساس من الوجهِ إلى الدماغ، فمع تهيجه تبدأ نوبات الصداع، وتؤدي أبسط الحركات الناتجةِ عن التحدث والتبسم إلى تفاقم هذا الألم النابض (Throbbing pain).
دور العدوى والتحسس في الشعور بآلام الجانبِ الأيمنِ من الرأس
تلتحق العدوى والتحسس (Infection and allergy) بمسببات الصداع النصفي على الجهةِ اليمنى، ففي بعض الحالات تؤدي عدوى الجهاز التنفسي إلى التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis)، مما يحول دون تصريف المخاط وتدفق الهواء داخل ممرات الأنف، لينتهي الأمر بازدياد الضغط المسبب للألم في عظامِ الوجنتين (Cheekbones)، الجبهة (Forehead)، والمنطقةِ المحيطةِ بالعينين، كما تشهد الحالاتُ المعقدةُ امتدادَ الألم ليشمل الجهةَ اليمنى من الرأس، وغالبًا ما تأتي العدوى ضمن أسباب الصداع والدوخة معًا.
صداع الجهة اليمنى الناتج عن تمدد الأوعية الدموية
لا تنأى أصابع الاتهام عن ضغط الدم المرتفع (Hypertension) بوصفه أحد مسببات الصداع على الجهةِ اليمنى من الرأس، ففي ظل استمرار هذا الضغط، تتمدد الأوعيةُ الدمويةُ في الدماغ، وسرعان ما تضعف جدرانها، فتتمزق ويبدأ النزف (Bleeding) المؤدي إلى نوباتٍ لا تُحتمَل من الصداع.
غالبًا ما يكون الصداع مركزًا في جانبٍ واحدٍ من الرأس عندما يكون النزف طفيفًا، أما الحالات الأكثر تعقيدًا، فإنها تكون شاهدةً على ما يُعرَف باسم صداع الرعد المفاجئ (Thunderclap headache)، وهي إحدى الحالات غير الشائعةِ التي تستلزم تدخلًا جراحيًا لإيقاف النزف.
كيف ينتج الصداع عن الاستخدام المفرَط للدواء؟
ينظر الكثيرون إلى الصداع النصفي على الجهة اليمنى وتأثيره على الحياة اليومية نظرةَ اليأسِ التي تدفع بهم إلى الاستخدام المفرط للأدوية (Medication overuse)، وفي هذه الأثناء تزداد الأوضاع سوءًا، ذلك أن الصداع ينضم إلى الآثارِ الجانبيةِ لهذه الأدوية، ما يعني أن الإفراط في تناولها سيؤدي إلى نوعٍ آخر من آلامِ الرأس المعروفةِ باسم صداع الإفراط في تناول الدواء (Medication overuse headache).
- تشمل هذه الأدوية كلًّا من: الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، الأسبرين (Aspirin)، والإيبوبروفين (Ibuprofen)، وهي الأدويةُ المنوط بها تسكين آلام الرأس، إلا أنه يجب تناولها وفقًا للجرعات التي يقرها الطبيب لتجنب الصداع الناتج عن تناولها المفرَط.
- تتراوح نسبةُ المصابين بهذا الصداع من 0.5% إلى 2.6% من إجمالي سكان العالم بحسب المصادر الموثوقة، وعادةً ما تحتدم هذه النوبات فور النهوضِ من النوم، مما يجعلها عائقًا أمام الانطلاقةِ المثاليةِ لليوم.
الشعور بالصداع مع انخفاض مستويات سكر الدم
يعتمد الدماغ على الجلوكوز (Glucose) بوصفه مصدرَ الطاقةِ اللازمةِ لأداءِ وظائفه الأساسية، ولعل هذا ما يفسر نوبات الصداع التي تقترن بانخفاض سكر الدم (Hypoglycemia)، فغالبًا ما يحدث هذا الأمر نتيجة تفويت إحدى الوجبات، مما يفسح المجال أمام النوبات الشديدةِ للصداع النصفي (Migraine).
أحد الأمور التي استوقفت الأطباء هي تلك الأقوال التي أدلى بها معظم مَن تعرضوا لهذا النوع من الصداع، فقد أقروا بأن اشتهاء الكربوهيدرات (Carbohydrates) قد بلغ ذروته لديهم قبل أن تبدأ هذه النوبات، الأمر الذي تم تفسيره بأنه إحدى الإستراتيجيات التي يتبعها الجسم لتنظيم السكر في الدم ومحاولة منع الصداع بقدرِ المستطاع.
المسببات الأخرى لآلام الجهةِ اليمنى من الرأس
- اضطرابات المزاج (Mood disorders).
- انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea).
- صرير الأسنان وشد الفك (Teeth grinding and jaw clenching).
- إصابات الرأس (Head injuries).
- الإجهاد العضلي (Muscular strain).
- الأورام (Tumors).
علاج صداع الجانب الأيمن من الرأس والعين
قبل التفكير في علاج الصداع، يجب الخضوع للفحص الطبي لتحديد نوع الصداع الذي يعاني منه المريض، ذلك أن آلامَ الجهةِ اليمنى من الرأس قد تنتج عن أنواعٍ مختلفةٍ من الصداع، وبطبيعة الحال تكون بعض الوسائلِ العلاجيةِ أكثر فعاليةً لحالةٍ دون الأخريات، لذا ستوضح الأسطر التالية أبرز هذه الأنواع من الصداع وأكثر الوسائل الفعالة لعلاجها:
الصداع النصفي (Migraine):
يتجسد هذا الصداع في هيئة الألم النابض (Throbbing pain) الذي يصعب تحمله، ومع ذلك يمكن الحد من شدة الأعراض باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) والخضوع لجلسات التدليك (Massage sessions)، إذ إنهما يمثلان أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي.
الصداع العنقودي (Cluster headache):
غالبًا ما يؤثر الصداع العنقودي على جانبٍ واحدٍ من الرأس، ويترافق هذا الصداع ببعض الأعراض مثل: شحوب الجلد (Pale skin)، احمرار العين (Eye redness)، وسيلان الأنف (Runny nose)، مما يستلزم استخدام أدوية التريبتان (Triptans) للسيطرةِ على هذه الأعراض.
صداع التوتر (Tension headache):
وجع الرأس الناتج عن التوتر هو النوع الأكثر شيوعًا على الإطلاق، وعلى الرغم من تأثيره على جانبي الرأس في معظم الحالات، إلا أنه قد يصيب جانبًا دون الآخر، أما عن الأساليب الفعالة للحد من أعراضه، فهي تتمثل في مسكنات الألم (Pain relievers)، مرخيات العضلات (Muscle relaxants)، وجلسات العلاج الطبيعي (Physical therapy sessions).
النصائح الفعالة للتعامل مع آلام الجهةِ اليمنى من الرأس
- استخدام أكياس الثلج لتخفيف آلام الرأس الناتجة عن التهاب الأعصاب.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة لتفادي التقلبات المزاجية التي تحفز نوبات الصداع.
- الاستحمام بالماء الدافئ لإرخاء العضلات وتجنب الصداع الناتج عن الإجهاد.
- تناول كمياتٍ كافيةٍ من الماء لمنع الجفاف (Dehydration) المسبب للصداع.
- تجنب الأطعمةِ والمشروبات المحفزة للصداع مثل: اللحوم المعلَّبة، الجبن المعتَّق، الكافيين، والكحول.
أهمية الخضوع للفحص الطبي لعلاج صداع الجهة اليمنى من الرأس والعين
البحث عن مسببات الصداع النصفي وكيفية تجنبه لن يُجدي نفعًا إذا كان المريض يمر بنوبةٍ من الصداع التوتري أو العنقودي، ومن هنا تتضح أهمية الفحص الطبي الذي يُجريه الدكتور علي مغنية، إذ يسمح له بتحديد نوع الصداع لاتباع النهج العلاجي المناسب، وفيما يلي بيان لسبل التواصل مع الطبيب وفريقِه المساعِد:
- رقم الهاتف: 026 565 3 961+.
- البريد الإلكتروني: info@dralimoghnieh.com.
- للتقدم باستفسار أو حجز موعد: يتم ذلك من خلال تطبيق Whatsapp.
الأسئلة الشائعة:
متى يكون ألم الجانب الأيمن من الرأس خطيرًا؟
يستلزم هذا الألم الرعايةَ الطبية العاجلة إذا رافقته بعض الأعراض مثل: الحمى (Fever)، الغثيان (Nausea)، القيء (Vomiting)، تيبس العنق (Neck stiffness)، التشوش (Confusion)، أو صعوبة التحدث (Dysarthria).
هل آلام الجانب الأيمن من الرأس يتم تشخيصها دائمًا بأنها صداع نصفي (Migraine)؟
لا، فالصداع المؤثر على جانبٍ واحدٍ من الرأس ليس صداعًا نصفيًا على الدوام، إذ يمكن أن ينتج عن مسبباتٍ أخرى مثل: مشكلات الأعصاب (Nerve issues)، اعتلالات الأوعيةِ الدموية (Vascular disorders)، والتأثيرات الجانبيةِ للأدوية (Medication side effects).
كيف يتم تشخيص آلام الجهة اليمنى من الرأس؟
يتم التشخيص اعتمادًا على فحوصات الدم (Blood tests) للتوصل إلى مشكلات الأوعيةِ الدموية، كما يُجرَى التصوير المقطعي للدماغ (Cranial CT scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan) لاكتشاف الالتهاب (Inflammation)، الأورام (Tumors)، والنزف (Bleeding).
الخاتمة:
في الختام يمكننا القول إن آلامَ الجهةِ اليمنى من الرأس والعين تمثل تحديًا عظيمًا نظرًا لتعدد مسبباتها وشدة أعراضها، إلا أن الفحص الطبي يقطع طريقَ المعاناة، إذ يحدد نوعَ الصداعِ بدقةٍ فائقة لاتخاذ المسار العلاجي الملائم.
المصادر:
- medicalnewstoday.com: What does a right-sided headache mean?
- healthline.com: What Causes Headaches on the Right Side of Your Head?
- verywellhealth.com: What Causes a Headache on the Right Side of Your Head?
- nebraskamed.com: When is a headache a sign of a stroke or aneurysm?