أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي

الصداع النصفي مصدره من اللغة اليونانية من الكلمة، وتعني بالترجمة الحرفية نصف الجمجمة. الاسم مستمد من إحدى مميزات الصداع النصفي.
أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي

في رحلةِ البحثِ عن وسائل التخلص من نوبات الصداع النصفي يكون الاهتداءُ تحديًا عظيمًا، ليس لقلَّةِ هذه الوسائل، بل لتعددِها المثيرِ للحيرةِ، فما الطرق الأكثر فعاليةً؟ وما الوسيلةُ التي تناسب حالةً دون الأخرى؟ هذا ما سنقوم بالإجابةِ عنه من خلال مقال اليوم، الذي يستعرض أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي وأهم النصائح للوقايةِ من هذه النوبات في المستقبل.

أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي

تتعدد المسارات المتبعة للتخلص من الصداع النصفي (Migraine)، فلكل حالةٍ مسارها العلاجي الملائم الذي يمنحها النتائج المنشودةَ خلال زمنٍ وجيز، وفيما يلي بيان لأكثر الطرق الفعالة للتخلص من هذه النوبات المزعجة: 

  • الأدوية العلاجية (Therapeutic medications).
  • الأدوية الوقائية (Preventive medications).
  • تعديل النشاط العصبي (Neuromodulation).
  • حقن البوتوكس (Botox injections).
  • التدليك الانعكاسي (Reflexology massage).
  • الوخز بالإبر (Acupuncture).

الأدوية العلاجية

يأتي اللجوءُ إلى الأدويةِ العلاجيةِ (Therapeutic medications) بهدف الحد من وطأة آلام الرأس، وعادةً ما تُصنَّف هذه الأدوية إلى مجموعةٍ من الفئات، كما هو موضح في تالي السطور:

  • مسكنات الألم (Pain relievers): 

تعمل المسكنات من فئة الإيبوبروفين (Ibuprofen) والأسبرين (Aspirin) على تعديل استجابة الجسم لآلام الرأس، مؤديةً بذلك إلى تخفيف نوبات الصداع النصفي لبعض الوقت، ومع ذلك يجب الحذر من استخدامها المفرَط نظرًا لما يسببه من نوبات الصداع الارتدادية (Analgesic-rebound headaches).

  • أدوية التريبتان (Triptans):

 لهذه الأدوية دور بارز في تخفيف أعراض الصداع النصفي، إذ تقوم بإحداث بعض التعديلات على أسلوب معالجة الدماغ لإشارات الألم، ومن أبرز الأمثلةِ عليها: السوماتريبتان (Sumatriptan) والزولميتريبتان (Zolmitriptan).

  • مثبطات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP):

 تحتوي هذه الرابطةُ الببتيدية على سلسلة الأحماض الأمينيةِ التي تشارك في نقل الألم خلال التعامل مع الصداع النصفي ، لذا يمكن لمثبطاتها أن تحول دون ذلك، مما يؤدي إلى انحسار الأعراض بدرجةٍ كبيرة، وتعتبر أدوية الزافزبريت (Zavzpret) مثالًا بارزًا لهذه الفئة.

أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي

الأدوية الوقائية

مع التعرض لنوبات الصداع النصفي خلال 4 أيامٍ من الشهر، تصبح الأدويةُ الوقائيةُ محطَّ أنظارِ الأطباء، فالنقاط التالية ستوضح الأنواع المختلفة من هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants): 

توجه هذه الأدويةُ مساعيها لإطلاقِ المزيد من السيروتونين (Serotonin)، ذلك الناقل العصبي الذي يقوم بضبط ديناميكية الأوعيةِ الدموية لتقليل الشعور بالآلام المصاحبةِ لهذه النوبات.

  • الأدوية المضادة للصرع (Antiepileptic drugs):

يحيط الغموض بالآليةِ التي تعمل بها هذه الأدوية على الوقايةِ من الصداع النصفي، غير أن تجارب الأشخاص مع الصداع النصفي قد أكدت فعاليتها، وقد تم تفسير الأمر بقدرتها على الحد من نشاط الإشارات العصبية الناقلة للألم إلى الدماغ، أما عن أبرز أمثلتها فتشمل حمض الفالبرويك (Valproic acid) والتوبيراميت (Topiramate).

  • الأدوية الخافضة لضغط الدم (Antihypertensives): 

تنحدر من هذا القسم تصنيفاتٌ عديدة مثل حاصرات بيتا (β-blockers)، مدرات البول (Diuretics) وحاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers)، غير أن التصنيفات جميعها تشارك في استرخاء الأوعيةِ الدموية (Vasodilation) لتفادي الصداع النصفي الناتج عن ضغط الدم المرتفع (Hypertension)، والذي يُعَد واحدًا من أسباب الصداع والدوخة معًا. 

تعديل النشاط العصبي

هنالك مجموعةٌ من الأجهزةِ المصرح باستخدامها من قِبَل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج نوبات الصداع النصفي المتكررة، حيث يستند مبدأ عمل هذه الأجهزة إلى تعديل النشاط العصبي (Neuromodulation) اعتمادًا على الطاقةِ المغناطيسيةِ أو الكهربائية.

  • تستهدف بعض الأجهزة العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal nerve) المكلَّف بنقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ، إذ ترسل إليه نبضةً من الطاقةِ المغناطيسية لتؤثر على الإشاراتِ الكهربائيةِ للدماغ، مما يؤدي إلى تخفيف الألم أو زواله تمامًا.
  • بالطريقةِ ذاتها تركز أجهزةٌ أخرى على العصب المبهم (Vagus nerve) الذي يتبادل المعلومات بين الدماغ والأعضاء الداخليةِ للجسم، فمع التحفيز الكهربائي لهذا العصب يتم اعتراض إشارات الألم لمنع وصولها إلى الدماغ، مما يؤدي إلى انحسار الأعراض.

حقن البوتوكس

تُجدي حقن البوتوكس (Botox injections) نفعًا في الحالاتِ المزمنةِ للصداع النصفي، فما إن تتم عملية الحَقن، حتى يبدأ البوتوكس في الانتقال إلى النهايات العصبيةِ لتثبيط نشاطها، قاطعًا بذلك الطريق أمام إشارات الألم المرسلة من هذه الأعصاب إلى الدماغ.

عادةً ما يتم الحَقن في الرأسِ والعنق، وقد يدوم التأثير الإيجابي لهذا الإجراء لمدةٍ تُقدَّر بنحو 12 أسبوعًا، مما يجعله خيارًا ملائمًا لتقليل تواتر هذه النوبات لاسِيَّما أنه إجراءٌ طفيف التوغل.

التدليك الانعكاسي

يلتحق التدليك الانعكاسي (Reflexology massage) بقائمة الطرق الفعالة للتخلص من الصداع النصفي، كما يُعوَّل عليه في علاج آلام مؤخر الرأس، حيث تشهد هذه الجلسات استهدافَ نقاطٍ محددةٍ من الوجه والأطراف، ليبلغ الجسم أعلى مستويات الاسترخاء، فيتخلص من آلام الرأس.

يُعتقَد كذلك أن هذا النوع من التدليك يعمل على تفتيت بلورات حمض اللاكتيك (Lactic acid crystals) التي تتراكم في القدمين، فبهذا الأسلوب يزداد تدفق الطاقة إلى الحد الذي يحول دون الشعور بأعراض الصداع النصفي.

الوخز بالإبر

يوصَف الوخز بالإبر (Acupuncture) بأنه أسلوبٌ تقليديٌ لتخفيف الأنواعِ المختلفةِ من الآلام، وهو أحد أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي، إذ يحث الجسم على إطلاق مسكنات الألم الطبيعية المعروفة باسم الإندورفين (Endorphins).

على الرغم من بساطة الإجراء، إلا أنه يجب أن يتم تحت إشراف المختصين، فالنقاط التي يتم إدخال الإبر إليها تكون محددةً للغاية، ما يعني أن عدم إصابة هذه النقاط سيجرد هذا الأسلوب من فعاليته بخلاف المضاعفات التي قد تنشأ عن هذا النوع من الأخطاء.

أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي

أبرز أعراض الصداع النصفي

يكمن الفرق بين الصداع النصفي والصداع العادي في مستوى الشمولية، فالصداع العادي يشير إلى آلام الرأسِ فقط، بينما يعبر الصداع النصفي عن آلام الرأس المقترنةِ بالأعراض الإضافيةِ التي توضحها القائمةُ التالية:

  • التغيرات المزاجية (Mood changes).
  • الارتباك (Confusion).
  • ضعف العضلات (Muscles weakness).
  • تغيرات الرؤية (Vision changes).
  • الغثيان (Nausea).
  • القيء (Vomiting).
  • تيبس الرقبة (Neck stiffness).
  • الدوار (Dizziness).

نصائح فعالة لتجنب الصداع النصفي منزليًا

سواء شكا المريض من آلام الجهةِ اليسرى أو اجتهد في البحثِ عن أسباب صداع في الجانب الأيمن من الرأس والعين، فإن النصائح التالية ستكون خيرَ معينٍ له لعلاج الصداع النصفي والوقايةِ منه:  

  • الالتزام بجدولٍ منتظمٍ للنوم بقدر الإمكان مع إعداد بيئة النوم الخالية من المشتتات.
  • إخراج الجبن المعتَّق، اللحوم المُعالَجة، والأطعمة المخمرة من النظام الغذائي.
  • مضغ الطعام بهدوءٍ، فالمضغ المفرَط يقترن بالتعرض لنوبات الصداع النصفي.
  • تجنب الجفاف (Dehydration) المحفز للصداع عن طريق شرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل.
  • الابتعاد عن الكافيين، النيكوتين، والكحول نظرًا لدورهم في ازدياد شدة الصداع النصفي.
  • استخدام الكمادت الباردة لتهدئة آلام الرأس الناتجةِ عن التهاب الأعصاب.
  • الاسترخاء في نهاية اليوم للتخلص من التوتر الذي يزيد من احتمالات تكرر نوبات الصداع.

الحصول على الرأي الطبي للتغلب على الصداع النصفي

يجب مراجعة الدكتور علي مغنية بشأن الصداع النصفي في حال استمرار الأعراض أو عدم استجابة الألم للوسائل العلاجية والإجراءات المنزلية، فالقائمةُ التالية تعرض أبرز سبل التواصل مع الطبيب وفريقه المساعد:

  • لتقديم استفسار أو حجز موعد: يتم ذلك بواسطة تطبيق Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي حالات الصداع النصفي التي تستلزم إجراءَ زيارةٍ طبية؟

تصبح الزيارةُ الطبيةُ أمرًا حتميًا على المريض إن اقترن الصداع ببعض الأعراض مثل: صعوبة التحدث (Dysarthria)، الرؤية المزدوجة (Double vision)، أو خدر الجسم (Body numbness) بصفةٍ عامة، فهذه الأعراض قد تكون ناقوسَ الخطر الذي ينذر بالتعرض للسكتةِ الدماغية (Stroke).

ما مدى صحة ما يُشاع حول قدرة الزنجبيل على علاج الصداع النصفي؟

لقد أثبتت الدراسات صحةَ ما يُشاع بشأن قدرة الزنجبيل (Ginger) على علاج الصداع النصفي، فقد أوضحت الدراسة قدرته على تخفيف آلام الرأس خلال ساعتين فقط، هذا إلى جانب دوره في تخفيف القيء والغثيان المصاحبيْن لهذا النوع من الصداع.

ما هي أبرز المحفزات لنوبات الصداع النصفي؟

التوتر (Stress)، الخلل الهرموني (Hormonal imbalance)، قلة النوم (Inadequate sleep)، الأصوات الصاخبة (Loud noises)، والأضواء الساطعة ( Bright lights) هي أبرز المحفزات لظهور أعراض الصداع النصفي.

الخاتمة:

في الختام يتضح لنا أن أفضل طرق التخلص من الصداع النصفي تتأرجح بين الأساليب العلاجية المتخصصة والإجراءات المنزلية البسيطة، لذا يُنصَح دائمًا بتلقِّي الرأي الطبي لاتباع المسار العلاجي الملائم لكل حالةٍ، والذي يضمن لها الحصول على راحةٍ فوريةٍ ومستدامة.

المصادر:

 

Table of Contents