كيفية علاج ألم العضلات والتوتر العصبي

ألم العضلات هو عرض شائع للعديد من الأمراض يمكن أن يصيب عضلة أو منطقة معينة في الجسم أو مجموعة من العضلات، وقد يعزى ألم العضلات عند الأطفال أو الكبار لأسباب بسيطة
ألم العضلات والتوتر العصبي

ألم العضلات والتوتر العصبي رفيقان قد يجتمعان معًا للإجهازِ على الجسم وسلب قدرته على أداء المهام البدنيةِ والذهنية، ليس هذا فحسب، فهذه الآلام قد تمثل ناقوسَ الخطر الذي ينذر بأمراضٍ على جانبٍ كبيرٍ من الخطورة.

في مقال اليوم سنقوم بتسليط الضوء على الآلام العضلية المقترنة بالتوتر العصبي، وذلك بالتطرق إلى أسباب هذه الآلام، أعراضها الشائعة، والسبل الفعالة لعلاجها.

أبرز الأسباب وراء الشعور ألم العضلات والتوتر العصبي

 ألم العضلات والتوتر العصبي

يمكن لألم العضلات (Myalgia) أن يصيب عضلةً أو منطقةً معينةً من الجسمِ، وفي وسعه كذلك أن يمتد أثره ليشمل مجموعةً من العضلات، أما عن مسببات هذا الألم، فيمكن إيجازها من خلال القائمةِ التالية:

  • الإصابات (Injuries).
  • الإجهاد البدني (Physical stress).
  • التوتر العصبي (Nervous tension).
  • أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases).
  • الإصابة بالعدوى (Infections).
  • الإفراط في استخدام بعض العقاقير (Medications overuse).

 أعراض ألم العضلات

تختلف خصائص الألم العضلي وقد يظهر في عدة صور، منها:

  • ألم عضلي عميق في منطقة محددة أو منتشر.
  • وجع خفيف أو شديد يستمر بضع دقائق أو يكون مزمنًا.
  • ألم عضلي مستمر حتى مع الراحة.
  • ألم في العضلات يحدث مع الحركة.
  • وجع عند الضغط على العضلات مع وجود تورم في بعض الحالات.

قد تظهر أعراض أخرى مع الألم العضلي بناء على الحالة الطبية التي يعاني منها الفرد، ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • دوخة وتعب عام.
  • ألم عضلات الظهر والرجل والذراع والمفاصل.
  • ضعف المنطقة المصابة وربما تصلبها.
  • طفح جلدي.
  • صعوبة التنفس.

دور الإصابات في الشعور بالألم العضلي

تتسبب الإصابات في الشعور بآلامٍ عضليةٍ حادة، وعادةً ما تقع الإصابةُ نتيجة التعرض لحادثِ سيرٍ أو بسبب القيام بحركاتٍ مفاجئةٍ، فالإصابات الشائعة تتضمن كلًّا من: تمزقات الكفة المدورة (Rotator cuff tears)، كدمة عضلة الفخذ الرباعية (Quadriceps muscle contusion)، وانزلاق فقرات الظهر (Spondylolisthesis).

للكشف عن نوع الإصابةِ العضلية، تُجرَى الفحوص التصويرية بما في ذلك: التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan)، الأشعة المقطعية (CT scan)، والموجات فوق الصوتية (Ultrasound waves)، لتعقُب ذلك مرحلة اختبار وظائف العضلات التي يستند إليها الطبيب في وضع الخطةِ العلاجيةِ الملائمة.

ألم العضلات الناتج عن الإجهاد البدني

يزيد الإجهاد البدني (Physical stress) من احتمالات الشعور بالآلام العضلية مثل ألم عضلات الذراع أو الرجل خاصةً إن تم التغاضي عن إجراء عمليات الإحماء قبل أداء التمارين، وكذلك الحال عند تجربة نشاطٍ بدنيٍ جديد، فقد تبدأ المعاناةُ من ألم العضلات المتأخر (Delayed-onset muscle soreness DOMS) الذي يظهر بعد فترةٍ تتراوح من 6 إلى 12 ساعة منذ انقضاء التمرين، لكن النبأ السار يتمثل في عدم استمرار هذه الآلام لأكثر من 48 ساعة، ففي غضون ذلك تزداد العضلات قوةً ويزول الألم بشكلٍ كامل.

كيف تقترن آلام العضلات بالتوتر العصبي؟

 ألم العضلات والتوتر العصبي

هنالك روابط تجمع بين ألم العضلات والتوتر العصبي، فعند التعرض للضغوط النفسية، تشرع الغدةُ الكظرية (Adrenal gland) في إطلاق هرمون الكورتيزول (Cortisol) سعيًا منها إلى إبقاءِ الجسمِ في حالةٍ من التأهبِ التام ضد محفزات التوتر، غير أن هذا الهرمون يزيد التشنج العضلي، ويساهم في تطور الالتهابات المزمنة التي تكون مصحوبةً بالآلامِ العضليةِ الحادة.

الشعور بالآلام العضلية لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية

تقع الإصابةُ بأمراضِ المناعةِ الذاتية (Autoimmune diseases) نتيجةً للاضطراب الذي يطرأ على أداء الجهازِ المناعي، فعوضًا عن صد الهجمات التي تُشَن على الجسم، يبدأ هذا الجهاز في مهاجمة الخلايا بشكلٍ غير مبررٍ، مما يفضي إلى الشعور بالآلام العضلية التي يصعب تحملها، وفيما يلي بيان لأبرز الأمراض المنتمية لهذه الفئة:

  • التهاب العضلات المتعدد (Polymyositis).
  • الذئبة الحمراء الجهازية (Systemic lupus erythematosus).
  • ألم العضلات الروماتويدي (Polymyalgia rheumatica).
  • التصلب المتعدد (Multiple sclerosis).
  • التهاب الفقار اللاصق (Ankylosing spondylitis).

تأثير العدوى على العضلات

  • عادةً ما يعاني المصابون بنزلات البرد من الألم العضلي والإعياء التام الذي ينال من قدراتهم على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، ذلك أن العضلات، العظام، والمفاصل تتأثر سلبًا من جراء الإصابة بالعدوى (Infections) بكتيريةً كانت أو فيروسيةً.
  • يستلزم هذا الألم التدخل الطبي العاجل، فالأمراض المسببة له لا تقتصر على نزلات البرد، بل إنها تشمل أنواعًا أشد خطورةً مثل: الملاريا (Malaria) وحمَّى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain spotted fever).

العقاقير التي يسبب استخدامها المفرط آلامًا في العضلات

يمكن أن تتسبب بعض العقاقير في الشعور بالألم العضلي، إذ يؤدي الإفراط في استخدامِها إلى حدوث التهابٍ حول خلايا العضلات، وفي الوقت نفسه تعمل المواد الفعالة -الداخلة في تكوينها- على تنشيط مستقبلات الألم العضلي (Muscle pain receptors)، مما يجعل الجسم أكثر استجابةً للألم، وفيما يلي بيان لأبرز الأمثلة على هذه العقاقير:

  • العقاقير المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع من فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin-converting enzyme ACE).
  • الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل: الستاتينات (Statins).
  • الأساليب المتبعة لعلاج السرطان سواء العلاج الكيميائي (Chemotherapy) أو العلاج الإشعاعي (Radiation therapy).

الأعراض المصاحبة للشعور بآلام العضلات

  • التشنج (Spasm).
  • تصلب العضلات (Muscle stiffness).
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم (Fever).
  • الإحساس بالدوار (Dizziness).
  • الإعياء العام (General fatigue).
  • ألم العضلات والمفاصل (Muscle and joint pain).
  • الطفح الجلدي (Skin rash).
  • صعوبة التنفس (Dyspnea).

الوسائل الفعالة لتخفيف آلام العضلات

التساؤل عن كيفية منع ألم العضلات يبدو مخالفًا للمنطق، ذلك أن الآلام العضلية شائعةٌ للغاية، لذا يكون السؤال الأكثر واقعيةً هو كيفية تخفيف وطأة تلك الآلام وخفض احتمالات التعرض لها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الوسائل التالية: 

  • استخدام مسكنات الألم (Pain relievers):

الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen) هي أبرز المسكنات التي تعمل على احتواء الألم العضلي فور الشعور به. 

  • الاعتماد على مرخيات العضلات (Muscle relaxants):

تعمل هذه المرخيات على تخليص العضلات من التصلب المسبب للألم، ومن أبرز الأمثلة عليها: السيكلوبنزابرين (Cyclobenzaprine) والباكلوفين (Baclofen).

  • التدليك والعلاج الطبيعي (Massage and physical therapy):

يساهم تدليك المنطقة المصابة أو الجسم كاملًا في تنشيط الدورةِ الدموية للحد من الألم العضلي.

  • ممارسة التأمل (Meditation):

للتأمل الواعي واليوجا دور فعال في التخلص من التوتر العصبي والسيطرة على الألم العضلي.

  • الاستعانة بالكمادات الدافئة والباردة (Hot and cold pads):

يمكن الاستعانة بالكمادات الساخنة والباردة بالتناوب، فالحرارةُ تعمل على تنشيط الدورةِ الدموية، بينما تساهم البرودةُ في قمع الالتهابِ والتورم.

تلقِّي الاستشارة الطبية بشأن الآلام العضلية

بعد أن استعرضنا ألم العضلات: الأسباب، والأعراض، والعلاج، علينا أن نذكر بأهمية الاستشارة الطبية للوقوف على بواعث الألم، فلا تهدر المزيد من الوقت واكتشف أعراض ديسك الرقبة وطرق العلاج المتبعة للتخلص من الآلام العضلية بمختلف درجاتها، وذلك من خلال التواصل مع دكتور علي مغنية عبر الوسائل التالية:

الأسئلة الشائعة:

هل يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى الشعور بآلامٍ في العضلات؟

نعم، يمكن لقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) أن يتسبب في الشعور بآلام العضلات، حيث تصير عمليةُ التمثيل الغذائي بطيئةً للغاية، ما يعني أن العضلات والعظام ستعاني من نقص العناصر الغذائية لفتراتٍ طويلة.

كيف يؤدي نقص البوتاسيوم إلى الآلام العضلية؟

يحول نقص البوتاسيوم دون اتساع الأوعيةِ الدموية بالقدر الكافي، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم في العضلات، وهو ما يتسبب في الشعور بالألم العضلي المصحوب بالتشنجات.

هل يمكن للقلق أن يسبب آلامَ العضلات؟

نعم، إذ يؤدي الشعور بالقلق إلى إطلاق الأدرينالين (Adrenaline) الذي يسبب انقباضًا للأوعيةِ الدموية، وحينئذٍ لا تحصل العضلات على تدفق الدم الذي تحتاجه، مما يسبب لها الألم بدرجاتٍ متفاوتة.

الخاتمة:

بهذا القدر من القول يسدل الستار على مقال اليوم الذي أوضحنا من خلاله مسببات الآلام العضلية، والعلاقةَ التي تجمعها بالتوتر العصبي، كما تطرقنا إلى الأعراض المصاحبة لهذه الآلام، والطرق الفعالة للسيطرة عليها حتى لا تحول دون ممارسة الأنشطة اليومية بصورةٍ طبيعية.

المصادر:

 

Table of Contents