أنواع التهاب الأعصاب وعلاجها ومعرفة الحالات المختلفة وسبل العلاج المثلى.

يُلقي التهابُ الأعصاب (Neuritis) بظلالِه السلبيةِ على حياة المصابين به .
أنواع التهاب الأعصاب وعلاجها ومعرفة الحالات المختلفة وسبل العلاج المثلى.

 يضع أمامهم الكثير من العقبات التي تحد من قدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية بصورةٍ طبيعية، وفي هذه الأثناء يكون الإسراع إلى العلاج أمرًا غير قابلٍ للنقاش، فالتسويف يُنذر بالفقدان التام لوظيفةِ أحد الأعصاب.

يستعرض هذا المقال الأنواع المختلفةَ لالتهاب الأعصاب، كما يتطرق إلى المسببات، الأعراض، والوسائل الفعالةِ للعلاج، فالهدف الأسمى يتمثل في تثبيط الالتهاب لاستعادة الوظائف العصبية قبل فقدانها.

ماذا نعني بالتهاب الأعصاب؟

يشير مصطلح التهاب الأعصاب (Neuritis) إلى حالة التهيج التي يؤول إليها أحد الأعصاب الطرفية (Peripheral nerves)، تلك الأعصاب التي تبدأ من الدماغ (Brain) والحبل الشوكي (Spinal cord)، لتتفرع منهما إلى سائر أجزاء الجسم.

ينال الالتهاب من قدرة العصب على أداء وظيفته بالكفاءةِ المعهودة، ولكن تزداد الأوضاع سوءًا إذا توانى المريض في بدء رحلته العلاجية، حيث يبدأ العصب في فقدان وظيفته بشكلٍ تام، وفي هذه المرحلة يتم تشخيص المريض بالاعتلال العصبي (Neuropathy).

الحالات المختلفة لالتهاب الأعصاب

  • التهاب العصب الدهليزي (Vestibular neuritis).
  • التهاب العصب الوركي (Sciatic nerve neuritis).
  • التهاب العصب البصري (Optic neuritis).
  • التهاب العصب الوجهي (Facial neuritis).
  • التهاب العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal Neuralgia).
  • التهاب العصب العضدي (Brachial neuritis).

التهاب العصب الدهليزي (Vestibular neuritis)

التهاب الأعصاب

يختص العصبُ الدهليزي القوقعي (Vestibulocochlear nerve) بنقل المعلومات المتعلِّقة بالتوازن ووضعية الرأس من الأذن الداخلية (Inner ear) إلى الدماغ، لكن بتعرضه للالتهاب يصعب على الدماغ تفسير هذه المعلومات، مما يؤدي إلى مشكلاتٍ متعددةٍ تتعلَّق بتوازن الجسم.

أسباب التهاب العصب الدهليزي

يتعرض العصب الدهليزي للالتهاب نتيجة الإصابة بالعدوى الفيروسية (Viral infection)، سواء بدأت هذه العدوى من الأذن الداخليةِ مباشرةً، أو من أجزاءٍ أخرى من الجسم قبل انتشارها إلى العصب، ففي حالات جدري الماء (Chickenpox) تكون الأغشيةُ المخاطيةُ (Mucous membranes) نقطةَ انطلاق العدوى، ويكون الكبد كذلك في حالات التهاب الكبد الفيروسي (Viral hepatitis).

أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط هذا النوع من الالتهاب بعدوى فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus – HSV)، فالعدوى المسبِّبة لهذه الحالة يمكنها الانتشار لتبلغ الأذنَ الداخلية، وحينئذٍ يتعرض العصبُ الدهليزي للتهيجِ والالتهاب.

أعراض التهاب العصب الدهليزي

تتطور الأعراض تبعًا لشدة الالتهاب، فالمرحلةُ الأولى تُعرَف باسم التهاب العصب الدهليزي الحاد (Acute vestibular neuritis)، وعادةً ما تستمر هذه المرحلة لبضعةِ أيامٍ، بينما يصل المريض إلى مرحلة التهاب العصب الدهليزي المزمن (Chronic vestibular neuritis) التي تدوم لفترةٍ تتراوح من بضعة أسابيع إلى عدةِ أشهرٍ، وفيما يلي بيان للأعراض خلال المرحلتين:

أعراض التهاب العصب الدهليزي الحاد:

  • رأرأة العين (Nystagmus) وعدم القدرة على التحكم في حركتها.
  • مشكلاتٌ تتعلَّق بتوازن الجسم (Balance issues).
  • الدوار الشديد (Intense vertigo).
  • تشتت الذهن (Distraction).
  • القيء (Vomiting).
  • الغثيان (Nausea).

أعراض التهاب العصب الدهليزي المزمن:

  • الدوار الخفيف (Mild dizziness).
  • صعوبة السير في الأماكن المزدحمة.
  • الشعور بانسداد الأذن.
  • القلق (Anxiety).
  • الغثيان (Nausea).

علاج التهاب العصب الدهليزي

العلاج الدوائي (Medication Therapy)

  • الأدوية المضادة للغثيان (Anti-nausea medications): تساهم هذه الأدوية في تقليل أعراض الغثيان والقيء المصاحبة للالتهاب، وقد يتطلَّب الأمر استخدام السوائل الوريدية (Intravenous fluids) لعلاج الجفاف (Dehydration) الناتج عن القيء المتكرر، أما عن الأنواع الأكثر انتشارًا ضمن هذه الفئة، فتتمثل في أدوية الأوندانسيترون (Ondansetron) والميتوكلوبراميد (Metoclopramide).
  • الأدوية المضادة للدوار (Antivertigo medications): أدوية الميكليزين (Meclizine) والديازيبام (Diazepam) هي أبرز الأمثلة على هذه الفئةِ التي توصف بأنها مثبطاتٌ للعصب الدهليزي (Vestibular suppressants)، إذ تعمل على تقليل الإشاراتِ المضطربةِ التي تصل إلى الدماغ قادمةً من هذا العصب الملتهب، مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض بدرجةٍ ملحوظة، ومع ذلك يجب ألا تزيد مدةُ الحصول على هذه الأدوية عن 3 أيامٍ.
  • مضادات الالتهاب (Anti-inflammatories): تستهدف هذه الأدويةُ المسببَ الرئيسي للمشكلةِ بدلًا من الاكتفاء بتخفيف الأعراض، ذلك أنها تعمل على قمع الالتهاب ليستعيد العصبُ الدهليزي قدرته على القيام بوظيفته بصورةٍ طبيعية، وتعتبر أدوية الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) الخيار العلاجي الأكثر استخدامًا في هذا السياق. 
  • الأدوية المضادة للفيروسات (Antiviral medications): يُعوَّل على هذه الأدوية إذا تم التحقق من وجود العدوى الفيروسيةِ التي أدت إلى التهاب العصب الدهليزي، حيث تُستخدَم أدويةُ الأسيكلوفير (Acyclovir) على نطاقٍ واسعٍ خاصةً في حالات الإصابةِ بفيروس الهربس البسيط (HSV).

العلاج التأهيلي الدهليزي (Vestibular rehabilitation therapy – VRT)

يُوصَى بالخضوع للعلاج التأهيلي الدهليزي (Vestibular rehabilitation therapy – VRT) إذا استمرت أعراض الدوار لأكثر من بضعة أسابيع، إذ يعمل هذا الأسلوب العلاجي على إعادة تدريب الدماغ ليتمكن من التكيف مع الإشارات المضطربةِ الواردةِ إليه من العصب الدهليزي الملتهب.

يبدأ الطبيب المختص بتقييم حالة أجزاء الجسم التي تتأثر سلبًا باختلال التوازن الجسدي (Physical imbalance)، ويشمل التقييم كلًّا من: الساقين، العينين، والأذنين، على أن يتم وضع البرنامج الملائم لكل حالةٍ استنادًا إلى نتائجِ هذا التقييم.

التهاب العصب الوركي (Sciatic nerve neuritis)

التهاب الأعصاب

يمتد العصب الوركي (Sciatic nerve) من أسفل الظهر، مرورًا بالوركين والفخذين، وانتهاءً بالساقين والقدمين، فهو العصبُ المكلَّف بنقل الإشارات العصبيةِ من الحبل الشوكي إلى الأطراف السفلية، مما يشير إلى صعوبة الجلوس، الوقوف، والحركة في حال تعرضه للالتهاب.

أسباب التهاب العصب الوركي

  • قد يحدث الالتهاب نتيجة انفتاق أحد الأقراص القطنية (Lumbar discs herniation)، ففي هذه الحالة يزداد الضغط المسلَّط على العصب الوركي، كما يصبح الطريق ممهدًا لتسرب المواد الكيميائيةِ التي تشارك في التهابِ جذورِ هذا العصب.
  • على نحوٍ مماثلٍ يتسبَّب مرض القرص التنكسي (Degenerative disk disease) في ظهور النتوءات العظمية (Bone spurs) التي تضع مزيدًا من الضغوط على العصب الوركي فتؤدي إلى تهيجه.
  • أما عن تضيق العمود الفقري (Spinal stenosis)، فإنه لا يبرأ من التهاب العصب الوركي، ذلك أن تقلص المساحات بين الفقرات تفرض ضغطًا إضافيًا على العصب، مما يدعه معرضًا للالتهاب والتورم.
  • تلتحق الإصابات (Injuries)، الحمل (Pregnancy)، وهشاشة العظام (Osteoporosis) بالقائمةِ الخاصة بمسببات التهاب العصب الوركي، وفي أسوأ الحالات يمكن للالتهاب أن يكون مؤشرًا إلى الإصابةِ بالأورام (Tumors).

أعراض التهاب العصب الوركي

  • ضعف العضلات (Muscle weakness) في منطقة الظهر، الحوض (Pelvis)، والساقين.
  • سلس البول (Urinary incontinence) أو سلس البراز (Fecal incontinence).
  • الألم الحارق في منطقة أسفل الظهر (Lower back).
  • الشعور بوخزٍ في القدم (Foot tingling).
  • تنميل الساق (Leg numbness).

علاج التهاب العصب الوركي

  • الأدوية الموصوفة (Prescription medications): تساهم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) ومرخيات العضلات (Muscle relaxers) في الحد من وطأة الأعراض، كما تشارك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants) والأدويةُ المضادةُ للصرع (Anti-seizure medications) في السيطرةِ على الالتهاب المزمن.
  • حَقن العمود الفقري (Spinal injections): يمكن لحُقَن الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids shots) أن تمنح المرضى شعورًا بالارتياح يدوم لفترةٍ تُقدَّر بنحو 3 أشهرٍ، ذلك أن هذه الفئةَ من الأدوية تتمتع بنشاطٍ مقاومٍ للالتهاب.
  • العلاج الطبيعي (Physical therapy) والتدليك (Massage): يهدف هذان الأسلوبان إلى إيجاد الحركات التي تخفف من الضغط الواقع على العصب الوركي، هذا إلى جانب دورهما في التخلص من التشنج العضلي (Muscular spasm) الذي لا يُزيد الوضع إلا سوءًا.

التهاب العصب البصري (Optic neuritis)

التهاب الأعصاب

يتكفل العصب البصري (Optic nerve) بنقل الرسائل من العينين إلى الدماغ لتفسير الصور المرئية، وبتعرضه للالتهاب يصعب وصول تلك الرسائل نظرًا للتدهور الذي تؤول إليه حالة الميالين (Myelin)، تلك الطبقةُ الدهنيةُ الواقيةُ للعصب، الأمر الذي يسفر عن مشكلاتٍ في الرؤية قد تؤثر على عينٍ واحدةٍ أو كلتيهما.

أسباب التهاب العصب البصري

  • هنالك علاقةٌ تجمع بين التهاب العصب البصري (Optic neuritis) وحالات التصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، فقد يكون التهابُ هذا العصب مؤشرًا إلى الإصابةِ بالتصلب، كما يمكن للتصلب أن يكون باعثًا لالتهاب العصب البصري. 
  • تتسبَّب العدوى الفيروسية (Viral infection) في التهاب العصب البصري لدى الأطفال، ومن أبرز الأمثلة على هذه الفيروسات: فيروس الحصبة (Measles virus) والفيروس النطاقي الحماقي (Varicella-zoster virus) المسبِّب لجدري الماء (Chickenpox).
  • تحدث الإصابةُ كذلك بسبب العدوى البكتيرية (Bacterial infection) التي تتناقلها الحشرات، فالإصابةُ بمرض لايم (Lyme disease) -الذي ينتشر عبر لدغات حشرة القراد- تُزيد من احتمالات التهاب العصب البصري. 
  • الفطريات أيضًا قادرةٌ على نقل العدوى والاشتراك في التهاب العصب البصري، ولعل هذا ما يفسر التهاب العصب لدى المصابين بداء المستخفيات (Cryptococcosis)، ذلك المرض الذي تسببه الفطرياتُ المستخفيةُ الغاتيَّة (Cryptococcus gattii).
  • يلتهب العصب البصري نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الطفيليةِ (Parasitic diseases) التي تنتقل إلى البشر من الحيوانات الأليفة، مثل: داء المقوسات (Toxoplasmosis) المنتقل عبر القطط وداء السهميات (Toxocariasis) الذي تسبِّبه الكلاب.
  • يؤدي الاستخدام المفرَط لبعض الأدوية إلى التهاب العصب البصري، بما في ذلك الأدوية المنظمة لضربات القلب (Antiarrhythmic drugs) مثل: الديجوكسين (Digoxin)، وكذلك الحال مع مضادات السرطان (Antineoplastic drugs) التي تمثلها أدويةُ التاموكسيفين (Tamoxifen).

أعراض التهاب العصب البصري

  • الألم الذي يزداد حدةً مع تحريك العين.
  • عدم وضوح الرؤية (Blurred vision).
  • صعوبة التمييز بين الألوان (Dyschromatopsia).
  • رؤية الأضواء الوامضة أثناء تحريك العين (Flashing lights).
  • الفقدان المؤقت للرؤيةِ المحيطية (Temporary peripheral vision loss).

علاج التهاب العصب البصري

  • مضادات الالتهاب (Anti-inflammatories): تهدأ ثورةُ الأعراض بالحصول على جرعةٍ عاليةٍ من الستيرويدات الوريدية (Intravenous steroids) لمدةٍ تتراوح من 3 إلى 5 أيامٍ، وقد يَعقُب ذلك الحصول على الستيرويدات الفموية (Oral steroids) بجرعاتٍ أقل، مع تخفيض الجرعةِ بصفةٍ تدريجيةٍ وفقًا لما يرتئيه الطبيب.
  • علاج الأسباب الكامنة وراء التهاب العصب: تهدف هذه الأساليب إلى علاج العوامل التي ساهمت في التهاب العصب، كأن يتم استخدام المضادات الحيوية (Antibiotics) لعلاج العدوى البكتيرية، أو يتم اللجوء إلى تقنيات تبادل البلازما (PLEX) لتقليل نشاط الجهاز المناعي إذا أظهرت الفحوصات أن الالتهاب ناتجٌ عن أحد اضطرابات المناعةِ الذاتية (Autoimmune disorders).

التهاب العصب الوجهي (Facial neuritis)

التهاب الأعصاب

العصب الوجهي (Facial nerve) هو ذلك العصب القحفي السابع (Seventh cranial nerve) المكلَّف بإرسال الإشارات لتحريك عضلات الوجه، فالمصابون بالتهاب هذا العصب لا يكابدوا الألم فحسب، لكنهم يفقدون أيضًا قدرتَهم على استخدام تعبيرات الوجه الملائمة.

أسباب التهاب العصب الوجهي

  • تزداد احتمالات الإصابة بالتهاب العصب الوجهي (Facial neuritis) لدى الأشخاص الذين يعانون من أحد الأمراض الفيروسية (Viral diseases)، مثل: النكاف (Mumps)، الحصبة (Measles)، وفيروس الهربس (Herpes).
  • قد ينتشر النشاط الالتهابي من الأنسجة المجاورة ليبلغ العصبَ الوجهي، وعادةً ما يحدث ذلك في حالات التهاب الأذن (Otitis) والتهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis).
  • المصابون بالتصلب المتعدد (Multiple sclerosis) ومرضى السكري (Diabetics) يدخلون كذلك ضمن الفئات المهددة بالتهاب العصب الوجهي، وهو ما ينطبق أيضًا على أولئك الذين يعانون من اضطرابات الدورة الدمويةِ (Circulatory disorders) في أوعية الوجه.
  • قد يلتهب العصب بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم (Hypothermia) نتيجة التعرض المطوَّل لدرجات الحرارة المنخفضة أو التيارات الهوائية الباردة، كما يزداد خطر التهابه عند التعرض لإصابات الدماغ الرضحية (Traumatic brain injury).

أعراض التهاب العصب الوجهي

تتطور أعراض التهاب العصب الوجهي بوتيرةٍ متسارعة، فما هي إلا ساعاتٌ قليلةٌ حتى يُباغَت المريض بمجموعةٍ كبيرةٍ من الأعراض، والتي تنقسم إلى أعراضٍ مبكرة وأخرى متأخرة كما هو موضح في النقاط الآتية:

الأعراض المبكرة لالتهاب العصب الوجهي :

  • ألمٌ مصحوبٌ بتورمٍ في جانبٍ واحدٍ من الوجه.
  • اضطراباتٌ على مستوى حاستيْ التذوق والسمع.
  • آلامٌ بالقرب من الأذن والعين.
  • الشعور بالتوتر في مؤخرة الرأس.
  • فرط إفراز اللعاب (Hypersalivation).
  • فقدان الشعور ببعض المناطق في الوجه.

الأعراض المتأخرة لالتهاب العصب الوجهي :

  • اختفاء التجاعيد وارتخاء عضلات الوجه.
  • عدم تماثل جانبي الوجه (Facial asymmetry).
  • انخفاض كلٍّ من: الحاجب، الجفن السفلي، وزاوية الفم.
  • اختلال وظائف عضلات الوجه، مما يؤدي إلى صعوبة التبسم أو رفع الحاجبين.
  • عدم القدرة على إغلاق العين إغلاقًا تامًا.
  • إفراز الدموع (Lacrimation) أو جفاف العين.
  • ضعف السمع وفقدان القدرةِ على التذوق.

علاج التهاب العصب الوجهي

  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): بفضل نشاطها المضاد للالتهاب، تعمل الكورتيكوستيرويدات على قمع التورم (Swelling)، فقد يتم الحصول عليها فمويًا أو وريديًا ليستعيد العصب قدرته على أداء وظيفته بالكفاءةِ المعهودة.
  • الأدوية المضادة للفيروسات (Antiviral medications): يتم اللجوء إلى هذه الأدوية في حال كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى فيروسية، وتعتبر أدوية الأسيكلوفير (Acyclovir) مثالًا شائع الاستخدام في مثل هذه الحالات.
  • العلاج الطبيعي (Physical therapy): تهدف جلسات العلاج الطبيعي إلى تحفيز العصب والتخلص من حالة الارتخاء التي آلت عليها عضلات الوجه، إلا أنها يجب أن تُجرَى على أيدي المختصين تفاديًا للمضاعفات الخطيرةِ التي تنتج عن الحركات غير الصحيحة.

التهاب العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal Neuralgia)

التهاب الأعصاب

العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal nerve) هو العصب الخامس ضمن مجموعة الأعصاب القحفية (Cranial nerves)، وقد سُمِّي بهذا الاسم نظرًا للفروع الثلاثةِ التي تنبثق منه، فهناك فرع متصلٌ بالجبهةِ والعين (Ophthalmic branch)، وفرع خاص بالفك العلوي (Maxillary branch)، فيما يرتبط الفرع الأخير بالفك السفلي (Mandibular branch)، وبتعرضه للالتهاب يظهر الألم الحاد الذي ينتقل عبر الوجه خلال ثوانٍ معدودة، وغالبًا ما يظهر الألم ويختفي في هيئة نوباتٍ تتكرر بشكلٍ فجائي.

أسباب التهاب العصب الثلاثي التوائم

  • يحدث الالتهاب نتيجة الضغط الوعائي (Vascular compression) الذي يمارسه أحد الأوعيةِ الدمويةِ على العصب الثلاثي التوائم، وبمرور الوقت قد يؤدي نبض الشريان الذي يحتك بالعصب إلى تآكل طبقة الميالين (Myelin)، مما يجعل العصب أكثر عرضةً للتهيج.
  • تزداد احتمالات التهاب العصب الثلاثي التوائم لدى المصابين بالتصلب المتعدد (Multiple sclerosis) أو الأورام (Tumors)، كما يمكن لهذا الالتهاب أن يكون أحد عواقب الارتجاجات (Concussions).
  • لا تبرأ العدوى (Infection) من التسبب في التهاب هذا العصب، فالإصابةُ بفيروس الهربس (Herpes) تبعث على التهابه، وكذلك الحال بالنسبة لالتهاب السحايا (Meningitis) الناتج عن العدوى الفيروسيةِ والبكتيريةِ على حدٍ سواء.

أعراض التهاب العصب الثلاثي التوائم

  • الألم الحاد في الجبهةِ، العينين، الأنف، والفك.
  • صعوبة البلع (Dysphagia).
  • ازدياد الألم عند التحدث والمضغ، أو حتى لمجرد ملامسة الوجه.
  • تشنج عضلات الوجه (Facial muscles spasm).

علاج التهاب العصب الثلاثي التوائم

  • الأدوية المضادة لنوبات الصرع (Antiseizure medications): تقوم هذه الأدوية بخفض النشاط المفرَط للعصب الثلاثي التوائم، مما يؤدي إلى تخفيف حدة الألم، وتعتبر  أدوية الكاربامازيبين (Carbamazepine) والجابابنتين (Gabapentin) أمثلةً شائعةً على هذه الفئة.
  • مرخيات العضلات (Muscle relaxants): تساهم مرخيات العضلات في مجابهة الأعراض الناتجةِ عن تشنج عضلات الوجه، مما يؤدي إلى انحسار الألم بدرجةٍ مقبولة.
  • تقييد العصب (Nerve blocking): يشير هذا المصطلح إلى إجراءات الحَقن التي تتم بالقرب من العصب لتقليل نشاطِه والسيطرةِ على الألم، فعادةً ما تُستخدَم الستيرويدات (Steroids) نظرًا لنشاطها المضاد للالتهاب، وقد يعاونها الليدوكايين (Lidocaine) ذو الخصائص المخدرة التي يُنتَفع بها في تسكين الألم.

التهاب العصب العضدي (Brachial neuritis)

التهاب الأعصاب

يؤثر هذا الالتهاب على الضفيرة العضدية (Brachial plexus)، هذه الشبكة من الأعصاب التي تحمل الإشارات من الحبل الشوكي (Spinal cord) إلى الكتفين، الذراعين، واليدين، وبالتهابِ هذا العصب يُفقَد النطاقُ الطبيعي لحركة الأطراف العلوية (Upper limbs).

أسباب التهاب العصب العضدي

  • أظهرت بعض الأبحاث أن الإصابةَ بالتهاب العصب العضدي قد تحدث نتيجةً للعوامل الوراثية (Hereditary factors)، فبعض المتلازمات تؤدي إلى هذا الالتهاب بسبب الجين السائد (Dominant gene) الذي يكفي لأحد الوالديْن حمله لكي يُمرَّر إلى الطفل.
  • في معظم الحالات يلتهب العصب بعد الإصابةِ بالعدوى الفيروسية (Viral infection)، وهو ما يتعرض له مَن يعانون من عدوى الجهاز التنفسي العلوي (Upper respiratory infections) وجدري الماء (Chickenpox).
  • قد تتسبَّب اضطراباتُ المناعةِ الذاتية (Autoimmune disorders) في التهاب العصب العضدي نتيجة الهجوم غير المبرَّر الذي يشنه الجهاز المناعي (Immune system) على الأنسجة السليمة، مما يؤدي إلى إتلاف طبقة الميالين وإفساح المجال لالتهاب العصب.
  • الإجهاد البدني (Physical stress) هو أيضًا أحد المسببات التي تُزيد من خطر التهاب العصب العضدي لاسِيَّما الأنشطةَ التي تتطلَّب رفع الأغراض الثقيلة.

أعراض التهاب العصب العضدي

  • الشعور بالألم الحاد في الكتفين، مع احتمالية امتداد الألم إلى اليدين.
  • ضعف عضلات الذراع وعدم القدرة على التحكم في حركتها.
  • انحسار ألم الكتفين والشعور بالتنميل (Numbness).
  • استشعار الوخز في الذراعين والصدر. 

علاج التهاب العصب العضدي

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تُستخدم هذه المضادات لعلاج ألم الكتف واليد اليمنى أو اليسرى، فعادةً ما يشير الألم في جانبٍ واحدٍ إلى التهاب العصب العضدي، وتأتي أدوية الإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen) في مقدمة الخيارات المعوَّل عليها في هذا السياق.
  • حُقَن الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid shots): تعمل هذه الحقن على تثبيط الالتهاب للسيطرةِ على الألم وقطع الطريق أمام المضاعفات، وغالبًا ما يتم اللجوء إلى الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتوجيه الإبر إلى موضع الألم بدقةٍ فائقة، الأمر الذي يعزز فعاليةَ العلاج ويحد من المخاطر الناتجة عن الحَقن العشوائي. 
  • التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS): يهدف هذا الإجراء إلى تحفيز العصب العضدي باستخدام التيار الكهربائي ذي الشدةِ المنخفضة، وذلك لكي ينخفض النشاط المفرَط للعصب إلى الحد الذي ينحسر على إثره الألم، حيث يقل عدد إشارات الألم الواردةِ إلى الدماغ، مما يمنح المرضى الارتياح الذي لطالما تطلَّعوا إليه.
  • العلاج الطبيعي (Physical therapy): يمكن لهذا الأسلوب أن يكون علاجًا تكميليًا للعلاجات الأخرى، فمن خلاله تستعيد عضلات الذراع قوتها، كما تشارك تمارين الإطالة في تخفيف الضغط الواقع على العصب، مما يعيد إلى المريض النطاقَ الطبيعي للحركة. 

علاج التهاب العصب الخامس على يد الدكتور علي مغنية

يلجأ المرضى إلى الدكتور علي مغنية للتخلص من آلام الوجه والرأس التي تنتج عن التهاب العصب الخامس، حيث يقوم الطبيب بتوفير أحدث السبل العلاجية لمجابهة الألم والحد من مرات تكراره، وفيما يلي بيان للسبل المستخدمة لعلاج هذا النوع من الالتهاب:

  • إجراءات الحَقن الدقيقة (Accurate injection procedures): تعمل هذه الإجراءات على تخفيف الالتهاب وزيادة التدفق الدموي إلى العصب المتضرر، والذي يتم استهدافه بدقةٍ فائقةٍ اعتمادًا على تقنيات التصوير بواسطة الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
  • العلاجات التجديدية (Regenerative treatments): لهذه العلاجات دور رئيسي في الحد من وطأةِ الأعراض، إذ تقوم بتحفيز الجسم على قمع الالتهاب وإصلاح الأنسجةِ التالفة، الأمر الذي يساهم في التعجيل بالشفاء.

دور الدكتور علي مغنية في علاج التهاب الأعصاب العنقية

يعالج الدكتور علي مغنية التهاب الأعصاب الشوكيةِ العنقية (Cervical radiculitis)، تلك الأعصاب التي تتفرع إلى 8 أزواجٍ عبر فقرات العنق، والتي يؤدي التهابها إلى نوباتٍ من الآلام الحادةِ التي تسلب المريضَ قدرتَه على تحريك عنقه، ذراعيه، أو يديه، لذا يتم العمل على علاج هذه الحالات باستخدام الوسائل التالية:   

  • حُقَن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): خلال هذا الإجراء يتم جمع عينةٍ من دم المريض لاستخراج الصفائح الدمويةِ (Platelets) الغنيةِ بالعوامل النمائية (Growth factors)، ثم تُحقَن البلازما في الأعصاب المصابةِ لتخفيف الالتهاب وتعزيز الشفاء.
  • حُقَن الستيرويد (Steroid shots): على مقربةٍ من جذور الأعصاب الملتهبة، تُحقَن أدوية الستيرويد (Steroids) ذات النشاط المضاد للالتهاب، وقد يُحقَن كذلك الليدوكايين (Lidocaine) لاستغلال خصائصِه المخدرة، الأمر الذي يضمن انحسار الألم بدرجةٍ ملحوظة. 

علاج التهاب الأعصاب القطنية والعجزية على يد الدكتور علي مغنية

يُنصَح المرضى باللجوء إلى الدكتور علي مغنية لعلاج ألم أعصاب الفخذ الذي ينتج عن التهاب الأعصاب القطنية (Lumbar nerves)، وكذلك الحال بالنسبةِ لآلام الحوض (Pelvic pain) التي تشير إلى التهاب الأعصاب العجزية (Sacral Nerves)، ففي كلتا الحالتين يستخدم الطبيب الوسائل الفعالةَ لإعطاء المرضى الراحةَ الفوريةَ المستدامة، وفيما يلي بيان لأبرز الوسائل المستخدمة في هذا السياق:

  • حُقَن حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid shots): تشارك هذه الحُقَن في تنظيم الاستجابة المناعيةِ للجسم للحد من ردود الفعل الالتهابية، مما يساهم في استعادة وظائف الأعصاب بعد انحسار الألم.
  • حُقَن البلازما (PRP): تزخر البلازما بالصفائح الدموية والعناصر الضرورية لتجديد الأنسجةِ التالفة، لذا يخضع المرضى لهذا الإجراء لتخفيف الالتهابات، والحد من الآلام المصحوبةِ بالقيود الحركية.

تلقِّي الرعاية الطبية لعلاج التهاب الأعصاب 

لا يجوز التهاون في علاج التهاب الأعصاب نظرًا لما يمكن أن يترتب على ذلك من اعتلالٍ عصبيٍ (Neuropathy) يؤدي إلى الفقدان التام لوظيفة العصب، لذا يوصى دائمًا بالتواصل مع الدكتور علي مغنية فور ظهور أعراض الالتهاب، وفيما يلي بيان لسبل التواصل معه:

  • لحجز موعدٍ أو تقديم استفسار: يتم ذلك من خلال تطبيق Whatsapp.

الخاتمة:

بهذا القدر يبلغ مقالُ اليوم مشهده الختامي، فقد أوضحنا من خلاله أنواع التهاب الأعصاب الشائعة، وقد تم تسليط الضوء على مسببات كل نوع، أعراضه، والطرق الفعالة لعلاجه، والآن يبقى دور المريض في اختيار الطبيب الذي يضمن له السير في المسار العلاجي الملائم لحالته.

الأسئلة الشائعة:

ما هي المكملات الغذائية التي يُعتمَد عليها للوقاية من التهاب الأعصاب (Neuritis)؟

تمثل مجموعة فيتامين B الخيار المثالي للوقاية من التهاب الأعصاب خاصةً فيتامين B12، كما يُنصَح باستخدام مكملات المغنيسيوم والأوميجا-3 التي تساهم في نقل الإشارات العصبية.

هل يرتبط التهاب العصب العضدي (Brachial neuritis) بسنٍ محددة؟

لا، فالإصابةُ بهذا الالتهاب قد تحدث في أي سن، إلا أن سن العشرينات أو الستينات يمثل الفترةَ التي يشيع خلالها ظهور الأعراض.

إلام يشير مصطلح التهاب العصب الإنسوليني (Insulin neuritis)؟

التهاب العصب الإنسوليني هو أحد الأشكال النادرة للالتهاب العصبي، والذي يحدث بعد فترةٍ وجيزةٍ منذ البدء في استخدام الإنسولين للسيطرةِ على نسبة السكر في الدم.

المصادر:

my.clevelandclinic.org: Cervical Spine

Table of Contents