الإحساس بألم في الساق بعد الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب محتملة. يتنوع ألم القدمين، حيث يمكن أن يكون بسيطًا ومرتبطًا بفرط الحركة أو الاستخدام، أو قد يكون ناتجًا عن أسباب صحية ومشاكل صحية تؤدي إلى تجربة الألم في القدمين. من بين هذه المشاكل:
التهاب المفاصل
التهاب المفاصل هو اضطراب يؤثر على المفاصل، ويُعد من الالتهابات الشائعة، خاصةً لدى كبار السن. يتسبب في تورم وتهيج في مفاصل الجسم، مع صعوبة في الحركة وآلام حادة تؤثر على الحياة اليومية.
يُعد التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة، صعبة الشفاء بشكل كامل، وقد يصاحب المريض طوال حياته. هناك أكثر من 100 نوع من التهاب المفاصل، يشمل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الفقارية.
يظهر أعراض التهاب المفاصل تدريجياً وقد تظهر فجأة، وعلى الرغم من شيوعه لدى كبار السن، إلا أنه يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، مشددًا على تأثيره الأكبر على النساء والأشخاص الذين يعانون من السمنة.
التهاب الأوتار
التهاب الوتر هو حالة التهاب أو تهيج في الوتر؛ وهو عبارة عن حبال ليفية سميكة تربط العضلة بالعظام. يمكن أن يحدث التهاب الأوتار في أي منطقة من مناطق الجسم، حيث يُربط الوتر العظم بالعضلة. تشمل الأماكن الشائعة لحدوثه قاعدة الإبهام، المرفق، الكتف، الورك، الركبة، وتر العرقوب.
القدم المسطحة
وجود القدم المسطحة، المعروفة أيضًا باسم “فلات فوت” بالإنجليزية، هو حالة تتسم فيها إحدى القدمين أو كليهما بالمسطحية. يُلاحظ ذلك عند الوقوف والضغط على القدمين، حيث تكون المسطحة وتفتقر إلى القوس الطبيعي للقدم، على الرغم من أن القوس يظهر أحيانًا عند رفع القدم. يتمتع جميع الأطفال بأقدام مسطحة عند الولادة، وتتكون الأقواس عادةً في سن 6 سنوات. على الرغم من أن القدم المسطحة لا تشكل مشكلة بالنسبة لمعظم الأشخاص، إلا أنه في حال تسببت في آلام أو مشاكل أخرى، يُمكن اللجوء إلى بعض العلاجات
التهاب وتر العرقوب
وتر العرقوب هو وتر يوجد في مؤخرة الساق، يتصل بالعضلة الأخمصية والعضلة التوأمية الساقية (عضلة بطن الساق)، حيث يندمجان من خلاله في عظمة العقب. يُسمى بهذا الاسم نسبةً إلى المحارب الشهير في القصص اليونانية “أخيل وتر أخيل”، الذي كانت نقطة ضعفه الوحيدة في العرقوب. وهو الوتر العام الذي ينزرع من العضل الأربلي في القدم.
التهاب اللفافة الأخمصية
التهاب اللفافة الأخمصية هو حالة التهاب مؤلمة تصيب اللفافة الأخمصية للقدم، أو ما يُعرف بالسّفاق الأخمصي (plantar fascia)، أو الرباط الأخمصي. يتم وضع هذه اللفافة على الوجه السفلي للقدم، وتمتد من عظم الكعب في الخلف لتصل إلى عظام أصابع القدم في الأمام. تتكون اللفافة الأخمصية من نسيج ليفي قوي يربط عظم الكعب (Heel bone) أو العقب (Calcaneus) مع الناحية السفلية لعظام أصابع القدم (Toes). وتعمل هذه اللفافة بشكل رئيسي على تحقيق استقرار وثبات القدم، إلى جانب تقديم الدعم لها أثناء المشي والممارسات اليومية، وامتصاص الصدمات الناتجة عن اصطدام القدم بالأرض. وبالتالي، إصابتها بالالتهاب تجعل وظيفتها تتعرض للاضطراب، مسببة ألمًا خاصةً أثناء الحركة والمشي.
النتوءات العظمية
النتوءات العظمية هي نتوءات تظهر على امتداد حواف العظام. وغالبًا ما تتكون هذه النتوءات في مناطق تلاقي العظام، وتشمل المفاصل. يكمن السبب الرئيسي للإصابة بالنتوءات العظمية في تلف المفصل المرتبط بالفصال العظمي.
قد يكون ألم القدم ناتجًا عن عادات يومية غير صحيحة، منها:
- الإجهاد والوقوف لفترات طويلة.
- ارتداء أحذية غير مناسبة.
- توتير القدمين لفترات طويلة.
- نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين د.
- الوزن الزائد.
علاج وجع القدمين
فيما يتعلق بالعلاج الدوائي، هناك عدة أدوية يمكن أن تساعد في تخفيف وجع القدمين الناتج عن الوقوف، وتتضمن ذلك:
المسكنات الفموية
تتضمن مسكنات الألم مثل أسيتامينوفين (Acetaminophen)، حيث يعمل هذا النوع من الأدوية على تخفيف الألم دون التأثير على الالتهاب. يجب اتباع التعليمات الصحيحة عند استخدامها لتجنب أي آثار جانبية، خاصة فيما يتعلق بصحة الكبد.
المسكنات الموضعية
تتوفر مسكنات الألم الموضعية في شكل كريم أو جل يُطبق على الجلد، حيث تتغلغل في الأنسجة لتخفيف الآلام الخفيفة في القدم.
مضادات الإلتهاب الستيرويدية
يجوز استخدام حقن الاستيرويد لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
متى يجب الحصول على مساعدة طبية؟
بعد محاولة علاج وجع القدمين الناتج عن الوقوف، يُنصح بالتوجه للطبيب في الحالات التالية:
- إذا زادت شدة الألم واستمرت لفترات طويلة أو لم يتم تخفيفها بواسطة العلاجات البسيطة.
- في حالة وجود ألم في القدمين وتواجد مرض السكري أو أي حالة أخرى قد تؤثر على الأعصاب المحيطية أو تتسبب في التهاب المفاصل الروماتويدي.
- إذا كان الألم في القدمين مصاحبًا لتورم في الأطراف السفلية.