تأخير أعراض الشيخوخة

في الوقت الذي يعاني خلاله بعض كبار السن من أعراض الشيخوخةِ التي تكدر صفو حياتِهم.
تأخير أعراض الشيخوخة

 تحظى مجموعةٌ أخرى من الفئةِ العمريةِ ذاتها بحياةٍ مفعمةٍ بالحيويةِ والنشاط، فما الفرق بين الفئتين؟ وما السر في بلوغ أطوار الشيخوخةِ بصحةٍ كاملةٍ أو منقوصةٍ؟ هذا ما سيجيب عنه مقالُ اليوم بالتعرف على الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لتأخير أعراض الشيخوخة والتمتع بصحةٍ جيدةٍ لأطول فترةٍ مُمكِنة.

الجانب العلمي الخاص بتأخير أعراض الشيخوخة

دخل العلم في سباقٍ ضد الزمن بهدف تأخير أعراض الشيخوخة مستغلًا في ذلك نتائج الأبحاث المرتبطة بتطويل عمر الخلايا، والتي تم العمل من خلالها على إجراء التلاعب الجيني (Gene manipulation) الذي يعطي للخلايا البشريةِ فرصةً أكبر للانقسامِ والتجدد.

  • عمدت الأبحاث إلى الجزيئين Sir2 وHap4، حيث إنهما المُكلَّفان بتنظيم النشاط الجيني للخلايا، وقد تم التوصل إلى حقيقةٍ تفيد بعملهما في اتجاهين متضادين، فالجزيء الأول يعمل على إحداث تدهورٍ للحمض النووي (DNA)، بينما يعاكسه الآخر في ذلك بالمساهمة في إتمام التفاعلات الحيوية داخل الخلايا لتأخير ظهور أعراض الشيخوخة.
  • قام الباحثون ببرمجة الدائرةِ الجينية التي تتحكم في شيخوخة الخلايا، تلك الدائرة التي تُعرَف باسم المذبذب الجيني (Gene oscillator)، والتي تدفع بالخليةِ إلى تنشيط هذين الجزيئين بالتناوب، إذ يؤدي ذلك إلى إبطاء التدهور الذي تتعرض له الخلايا كلمَّا تقدم بها العمر.

تأخير أعراض الشيخوخة التي تطال القلبَ والشرايين

مع التقدم في العمر يواجه القلبُ والشرايين تحدياتٍ عظيمة، فالمنظومةُ المسؤولةُ عن ضخِ الدماءِ إلى سائر أعضاءِ الجسم تحتاج إلى بذل جهودٍ مضاعفةٍ، ذلك أن ترسب الدهون على الجدران الداخليةِ للشرايين ينتهي بها إلى حالةٍ متدنيةٍ من الصلابة، والتي قد تصل إلى حد الانسداد.

  • يمكن العمل على تأخير هذه الأعراض عبر التمسك بممارسة الأنشطةِ الرياضيةِ التي تساهم في الحفاظ على الوزن المثالي، وتحول دون ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) لحماية القلب من مشكلاتٍ صحيةٍ على جانبٍ كبيرٍ من الخطورة.
  • اتباع النظام الغذائي الصحي والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تتسبب في زيادة مستوى الكوليسترول الضار (Low-density lipoprotein LDL) هي أبرز الخطوات للوقاية من تصلب الشرايين (Arteriosclerosis) وإقفار عضلة القلب (Myocardial ischemia).

محاربة شيخوخة العظام والمفاصل

تأخير أعراض الشيخوخة

في وقتٍ مبكرٍ من الأربعينيات ومع مطلع الخمسينيات من العمر، تُصاب العظام بالضعف، فتصبح أقل كثافةً وأكثر هشاشةً، الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بالكسور (Fractures)، لذا يُوصَى دائمًا بمحاربة شيخوخة العظام بصورةٍ عاجلةٍ لئلا تتفاقم الأعراض وتتسبب في مشكلاتٍ أشد خطورةً.

شأنها شأن العظام، لا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبةِ للمفاصل التي تصير أكثر صلابةً نظرًا لانخفاض حجم السوائل وتآكل الغضاريف من حولِها، مما يؤدي إلى عجزٍ في مستويات التوسيد ونقصٍ في مرونةِ الحركة.

لمجابهة هذه الأعراض وتأخيرها، يُنصَح بتضمين النظام الغذائي بالأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين D، حيث يعزز هذا الفيتامين من امتصاص الجسم للكالسيوم، الأمر الذي ينعكس بصورةٍ إيجابيةٍ على قوةِ العظام ومرونةِ المفاصل.

كيف تنال الشيخوخةُ من تألقِ البشرة ورونقِها؟

تفقد البشرةُ الكثير من تألقِها بسبب انخفاض مرونة الجلد (Skin elasticity) مع التقدم في العمر، وفي هذه الأثناء تنخفض أيضًا كمية الزيوت الطبيعية التي يتم إفرازها بواسطة طبقات الجلد، مما يؤدي إلى شعورٍ دائمٍ بشحوب البشرةِ وجفافِها. 

  • الاعتماد على الفيتامينات والمعادن سيكون له القول الفصل في محاربة هذه الأعراض، حيث تقوم هذه العناصر بنشاطٍ مقاومٍ للإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) الذي يُسخِّر جهودَه لإتلاف خلايا البشرةِ وأنسجتِها.
  • يأتي فيتامين C في مقدمة الفيتامينات التي تؤخر أعراض شيخوخة البشرة، فهو أحد مضادات الأكسدة (Antioxidants) التي تحارب الشوارد الحرة (Free radicals)، وتعمل على تقوية حاجز الجلد (Skin barrier) لحمايته من أشعة الشمس الضارة.
  • السعي الحثيث نحو بشرةٍ صحيةٍ قد يخلق دوافع قويةً للإقلاعِ عن التدخين، فقد أشارت بعض الدراسات إلى تأثيره السلبي المؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية (Vasoconstriction)، وهو ما يفضي إلى نقصٍ في ألياف الجلد المرنة وفقدانٍ للكولاجين (Collagen).

إبطاء أعراض الشيخوخة المؤثرة على وظائف الدماغ

تأخير أعراض الشيخوخة

لا يسلم الدماغ من أعراض الشيخوخة التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة وبطء الاستجابات الحركية للمنبهات المختلفة، إلا أن هذه الأعراض يمكن تأخيرها بدرجةٍ كبيرةٍ اعتمادًا على التدريب المعرفي (Cognitive training)، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا تدريبًا على الاستدلال وسرعة معالجة المعلومات كانوا أقل تأثرًا بالضعف الإدراكي والخرف (Dementia).

الانخراط في ممارسة بعض الهوايات مثل: الكتابة الإبداعية والتصوير الرقمي قد يساهم في تعزيز الجوانب الإدراكية بطريقتين مختلفتين، فالطريقة المباشرة تختص بالنشاط العقلي الذي يتم بذله أثناء القيام بهذه الأنشطة، أما الطريقة غير المباشرة، فإنها تتعلَّق بالتقدير الذاتي (Self-esteem) الذي يحصل عليه الأشخاص في هذا العمر، وهو ما يُخلِّصهم من التوتر، ويحثهم على الاستمرار في تفاعلهم الاجتماعي الذي يحفظ لهم قدراتهم العقلية. 

أهم النصائح الطبية لتأخير الشيخوخة البيولوجية

  • تناول الطعام الصحي: الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الصحية هي أفضل الخيارات التي يمكن الاعتماد عليها، مع ضرورة الإقلال من الأملاح والمحليّات الصناعية.
  • البقاء في حالةٍ من النشاط البدني: يُنصَح بتخصيصِ ما لا يقل عن 150 دقيقة لأداء الأنشطةِ البدنيةِ البسيطة على مدار الأسبوع، هذا إلى جانب بعض التمارين التي تهدف إلى تقوية العضلات.
  • التوقف عن التدخين: يتسبب التدخين في العديد من الاعتلالات الصحية، لذا يجب المسارعة إلى التوقف عنه، فكلمّا تم ذلك في وقتٍ مبكرٍ، كلمّا تأخر ظهور أعراض الشيخوخة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يساهم النوم المستقر في إعطاء الجسم فرصةً أكبر لتقوية الروابط العصبية الخاصة بالدماغ، وهو ما يساهم في تجنب التدهور الإدراكي المقترن بمرحلة الشيخوخة.
  • عدم الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الغازية: يؤدي التناول المفرط للكافيين والمشروبات الغازية إلى زياد المشكلات المتعلقة بالتبول، لذا يجب الإقلال من تناولها، مع ضرورة ممارسة تمارين كيجل (Kegel exercises) التي تقوي عضلات الحوض (Pelvic muscles) للتحكم في إخراج البول.

طلب الرعاية الطبية لتأخير أعراض الشيخوخة

يوصى بالتواصل مع الدكتور علي مغنية للحصول على الإجابات الوافية بشأن الأسئلةِ المتعلقةِ بتأخير أعراض الشيخوخة، كما يمكن اللجوء إلى الطبيب لعلاج هذه الأعراض فور ظهورِها حتى لا تتفاقم المشكلة، فالنقاط التالية توضح طرق التواصل مع الطبيب وطاقمِه المُعاوِن:

  • لطرح استفسار أو حجز موعد: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

هل السهر يؤدي إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة؟

نعم، فقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين لم ينالوا القسط الكافي من النوم ظهرت عليهم علامات الشيخوخة بوضوحٍ تام، بما في ذلك: التجاعيد والانتفاخات أسفل العين، كما استغرقت بشرتهم وقتًا أطول للتعافي من الأضرار اليومية الطفيفة الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس.

ما هي الفيتامينات والمعادن التي تؤخر شيخوخة البشرة؟

فيتامين D، فيتامين C، وفيتامين E هي أكثر الفيتامينات إفادةً للبشرة نظرًا لخصائصها المضادة للأكسدة، أما عن المعادن المفيدة للبشرة والجلد، فأبرز الأمثلة عليها: الزنك والسيلينيوم.

كيف يمكن محاربة أعراض الشيخوخة التي تصيب الجهاز الهضمي؟

يمكن مجابهة هذه الأعراض بتناول الأطعمة الغنية بالألياف (Fibers) نظرًا لدورها في تليين البراز وتخفيف الضغط المسلَّط على الأمعاء، كما تساهم الأطعمة المخمرة مثل الزبادي في إحداث التوازن الميكروبي داخل الجهاز الهضمي لتعزيز عمليات الأيض (Metabolism).

الخاتمة:

في الختام لا يسعنا سوى التذكير بأن تأخير أعراض الشيخوخة وإطالة عمر الخلايا البشرية يُعدَّان من المسائل المطروحة على طاولة البحث والدراسة، إلا أنه يمكن الاعتماد على الوسائل التي أشرنا إليها في هذا المقال لإبطاء الشيخوخة بقدر ما هو ممكنٌ.

المصادر:

Table of Contents