تأخير الشيخوخة

تشهد مرحلةُ الشيخوخة انخفاضًا ملحوظًا في الكفاءةِ التي تعمل بها الأجهزةُ الحيوية للجسم.
علاج الشيخوخة

 مما يؤدي إلى صعوباتٍ بالغة لممارسة الحياة اليومية بصورتِها الطبيعية، فحينئذٍ يصبح القيامُ بالمهامِ البسيطةِ تحديًا عظيمًا. على الرغم من مضارها المتعددة، تظل الفرص قائمةً لتأخير الشيخوخة،

 لذا سيناقش مقالُ اليوم الوسائل الطبية المتبعة للوقاية من آثارها السلبية، هذا إلى جانب ذكر العادات الصحية الواجب التمسك بها لبلوغ هذه المرحلة بحالةٍ صحيةٍ مثالية. 

محاربة شيخوخة الجهاز العصبي

من أبرز المساوئ التي تفتح بابَ التساؤلات بشأن تأخير الشيخوخة هي الحالةُ المتدنية التي يكون عليها الجهاز العصبي خلال هذه المرحلة، حيث يتباطأ أداؤه الوظيفي، مما يؤدي إلى تدهور الذاكرة وضعف الجوانب الإدراكية.

لمحاربة هذا التدهور يجب أن يتدرب العقل على التكيف ليتمكن من تقوية اتصالاته العصبية ضمن العمليةِ التي أطلق عليها الباحثون اسم المرونة العصبية (Neuroplasticity)، ومن الأنباء السارة أن هذه المرونة يمكن تحسينها باتباع مجموعةٍ من الخطوات البسيطةِ والممتعةِ في الوقت نفسه بما في ذلك: تعلم لغةٍ جديدة، ممارسة ألعاب الفيديو، والانخراط في الأنشطة الإبداعية بمختلف أشكالها.

أما عن الجانب العلاجي، فهنالك سبلٌ علاجيةٌ واعدة يتم العملُ عليها في الوقتِ الراهن بواسطة الفريقِ البحثي لـ UK Dementia Research Institute، تلك الوسائل التي يهدف الفريقُ من خلالها إلى تقليل أعراض الخرف (Dementia) بالاعتماد على التحفيز الكهربائي لمنطقة الحصين (Hippocampus)، ذلك الجزء من المخ المكلَّف بنقل المعلومات عبر مسارات الذاكرة.

تأخير أعراض الشيخوخة المرتبطة بالعظام والمفاصل

مع التقدم في العمر، تزداد احتمالات الإصابة بالتهاب المفاصل (Arthritis) وهشاشة العظام (Osteoporosis)، وهو ما يستلزم اتخاذ بعض التدابير المبكرة فور الوصول لمرحلة منتصف العمر، تلك التدابير التي تساهم في الحفاظ على قوة العظام ومرونة المفاصل، إلى جانب الحفاظ على العمود الفقري.

  • تتضمن هذه التدابير ممارسةَ الأنشطةِ الرياضيةِ نظرًا لمساهمتها في إبطاء المعدل الذي تنخفض به كثافةُ المعادن في العظام، مما يحول دون تطور أعراض الهشاشة بوتيرةٍ متسارعة. 
  • يوصَى كذلك بالاعتماد على الأطعمةِ والمكملات الغذائية العامرة بالكالسيوم وفيتامين D لدعم صحة العظام والمفاصل، وغالبًا ما تكون النساء بحاجةٍ لمتابعة مستويات الهرمونات بعد انقطاع الطمث (Menopause)، إذ يترتب على الخللِ الهرموني فقدانٌ للمعادن في أنسجة العظام.

الحفاظ على تألق البشرة ونضارتها خلال مرحلة الشيخوخة

تأخير الشيخوخة

يبدو الأمر طبيعيًا إن صارت البشرةُ أكثر جفافًا خلال مرحلة الشيخوخة، ليس هذا فحسب، فمن المرجح أن التجاعيد، الخطوط التعبيرية، والترهلات ستكون حاضرةً بقوةٍ، ممّا يزيد من مخاوف النساء، إذ تنال هذه الأعراض من إطلالاتهن المميزة، لذا يُنصَح باتباع الوصايا التي يُمليها أطباءُ الأمراض الجلدية للحفاظ على تألق البشرة ونضارتها، فالنقاط التالية توضح أبرز الوصايا في هذا السياق:

  • حماية البشرة من التعرض لأشعة الشمس خاصةً عند الظهيرة، مع استخدام المستحضرات التي تكفل الحمايةَ للبشرةِ ضد الأشعةِ الضارة.
  • اتباع خطةٍ غذائيةٍ غنيةٍ بالفواكه والخضراوات، إلى جانب الابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات المكررة التي تُعجِّل بظهور أعراض الشيخوخة.
  • عدم المغالاة في استخدام تعبيرات الوجه، إذ يؤدي الانقباض المتكرر للعضلات إلى ظهور الخطوط التعبيرية الدقيقة التي تؤثر سلبًا على المظهرِ الجمالي للبشرة.
  • الاستعانة بمرطبات الوجه بصفةٍ يومية، والتوقف عن استخدام المنتجات التي تسبب تهيجًا أو احمرارًا لطبقات الجلد.

الوقاية من مشكلات القلب التي تظهر مع التقدم في العمر

تأخير الشيخوخة

تزداد احتمالات التعرض لنوبةٍ قلبيةٍ (Heart attack) أو سكتةٍ دماغيةٍ (Stroke) خلال مرحلة الشيخوخة بسبب تصلب الشرايين (Arteriosclerosis) الناتج عن اتباع أنظمةٍ غذائيةٍ غير صحيةٍ.

  • تؤدي هذه الأنظمة إلى ترسب الدهون على جدران الشرايين عبر السنوات الممتدة، وقد تتعرض عضلةُ القلبِ للتيبس، فلا يتم ضخ الدم بمعدلات التدفق المعتادة، هذا إلى جانب احتمالية الإصابة بالجلطات الدموية (Blood clots).
  • لاجتناب هذه المشكلات، يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع تضمين النظام الغذائي بالأطعمةِ الصحية، هذا بالإضافةِ إلى حتمية الامتناع عن التدخين الذي يعمل على تعظيم حجم الخسائر عبر إلحاق المزيدِ من الضرر بالشرايين.
  • يُوصَى كذلك بإجراء الفحوص الدورية للكشف عن ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار (Low-density lipoprotein LDL)، مع العمل على ضبطها للوقايةِ من الاعتلالات القلبية بمختلف أشكالها.

تفادي مشكلات الجهاز الهضمي خلال مرحلة الشيخوخة

 يتباطأ الهضم خلال مرحلة الشيخوخة، وتقل الكفاءةُ التي يعمل بها الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، ولعل هذا ما يفسر معاناة كبار السن مع مشكلات عسر الهضم (Indigestion) والإمساك (Constipation).

  • أشارت إحدى الدراسات إلى إمكانية تجنب المشكلات الهضمية بتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل: التوت الأزرق الذي يزخر بالبوليفينولات (Polyphenols)، فهو يزيد من نشاط ميكروبيوم الأمعاء (Gut microbiome) لتحفيز عمليات استقلاب الطعام.
  • يمكن كذلك تناول الأطعمة ذات النشاط المُقاوِم للبكتيريا الضارة مثل: الزبادي والعسل الطبيعي، فمن خلالهما سيحصل الجهاز الهضمي على الحمايةِ التامة ضد سلالات البكتيريا الضارة التي تسعى إلى استيطانه.
  • ستنعكس الآثار الإيجابية لتنظيم أداء الجهاز الهضمي على سائر الجسم، ذلك أنه سيتمكن من امتصاص العناصر الغذائية التي تلزمه لأداء العمليات الحيوية بأعلى كفاءةٍ مُمكِنة.

أساليب غير جراحيةٍ لتأخير الشيخوخة 

  • يمكن محاربة شيخوخة العظام والمفاصل بالاعتماد على: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، جلسات العلاج الطبيعي (Physical therapy sessions)، أو حقن الكورتيكوستيرويد (corticosteroid Injection).
  • لمجابهة التدهور الذي يطرأ على البشرة، يتم اللجوء إلى حَقن البوتوكس (Botulinum toxin injection) الذي يعمل على مواراة التجاعيد، بينما تساهم المستحضرات المحتويةُ على مادة الريسفيراترول (Resveratrol) في تطويل عمر الخلايا للحفاظ على تألق البشرة.
  • يجب التحكم في ضغط الدم، مع رصد مستويات الكوليسترول الضار لتأخير أعراض الشيخوخة المتعلقة بالقلب، وقد يتم تلقِّي جرعات محددة من أدوية النتروجليسرين (Nitroglycerin) التي تعمل على توسيع الشرايين لتنشيط الدورة الدموية.

إيجاد الأجوبةِ عن الأسئلةِ المتعلقة بتأخير أعراض الشيخوخة

الآليةُ التي تتدهور بها خلايا الجسم خلال مرحلة الشيخوخة تبدو غامضةً بعض الشيءِ، مما يفتح بابَ التساؤلات بشأن هذه المرحلة، ولإيجاد الإجابات الوافية عن تلك التساؤلات يُنصَح بالتواصل مع دكتور علي مغنية باستخدام الوسائل التالية: 

  • لحجز موعد أو طرح استفسار: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي الفيتامينات التي تساهم في تأخير الشيخوخة؟

يعمل فيتامين D على تأخير الشيخوخة المرتبطة بالعظام والمفاصل عبر تحسين عمليات امتصاص الكالسيوم، أما فيتامين C وفيتامين E، فكلاهما يملك الخصائص المضادة للأكسدة، والتي تحارب الجذور الحرة (Free radicals)، فتؤخر ظهور أعراض الشيخوخة.

ما هي الفاكهة التي تجعلك تبدو أصغر سنًا؟

الرمان، الأفوكادو، الكيوي، العنب، والتوت هي أبرز الفواكه التي تملك القدرةَ على خفض الإجهاد التأكسدي المسبب للشيخوخة، مما يجعلك تبدو أصغر سنًا.

هل تساعد مضادات الأكسدة على إرجاء الشيخوخة؟

نعم، فقد أظهرت الدراسات أن استخدام مضادات الأكسدة، مع إحداث التعديلات على نمط الحياة باتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية، قد يساهم بدرجةٍ كبيرة في إبطاء عملية الشيخوخة.

كيف أجعل بشرتي تبدو أصغر من عمري؟

يتعين عليكِ الاهتمام بشرب الكميات الكافية من المياه، مع الابتعاد عن أشعة الشمس الضارة، وتجنب السهر لوقتٍ متأخرٍ من اليوم، هذا إلى جانب الإقلال من استخدام مستحضرات التجميل لما تسببه للبشرةِ من ضررٍ بالغ.

المصادر:

Table of Contents