تطويل عمر الخلايا

في عالمٍ لا يتوقف عن اكتشاف كل ما هو جديد في مجالِ الطب.
تطويل عمر الخلايا

تظهر التساؤلات بشأن السبل المُمكِنة لمحاربة الشيخوخة وتطويل عمر الخلايا، إذ يهدف المجتمع الطبي في الوقتِ الراهن إلى إحداثِ قفزاتٍ نوعيةٍ لتعزيز الصحةِ ووضع حدودٍ أمام الإصابات المتكررة بالأمراض المزمنة.

سيعمد مقالُ اليوم إلى تسليط الضوءِ على نتائج الأبحاث العلمية فيما يتعلّق بإطالةِ عمرِ الخلايا، وفي الوقت نفسه سيتم التطرق إلى الوسائل الطبية والعادات الصحية التي تساهم في تحقيق ما خلصت إليه تلك الأبحاث.

تطويل عمر الخلايا

الآلية المستخدمة لتطويل عمر الخلايا

بحسب الدراسة التي أُجرِيَت بين أروقةِ جامعةِ تكساس، فإن الآليةَ المستخدمة لتطويل عمر الخلايا تعتمد على إدخال المكون التحفيزي لإنزيم التيلوميراز (Telomerase enzyme) إلى الخلايا الطبيعية، إذ يسمح هذا الإنزيم للخلايا بالاستمرار في الانقسام لفترةٍ طويلةٍ بعد الوقت الذي تتوقف فيه عادةً عن الانقسام.

  • توصل الفريقُ البحثي إلى العلاقةِ التي تربط بين الوقتِ المتبقي في حياةِ الخلية وطول التيلوميرات (Telomeres) -تلك التسلسلات المتكررة من الحمض النووي (DNA) الموجودة في نهايات الكروموسومات (Chromosomes)، والتي تحمي الأطراف من التحلل- فقد تم التحقق من قِصَر التيلوميرات في كل مرةٍ تتعرض خلالها الخلايا الطبيعية للانقسام.
  • يعمل إنزيم التيلوميراز على إضافة الحمض النووي التيلوميري (Telomeric DNA) إلى نهايات الكروموسومات ليمنع قِصَر التيلوميرات المُقترِن بظهور أعراض الشيخوخة، ومن هنا بدأت فكرةُ إدخالِ المكونِ التحفيزي لهذا الإنزيم إلى الخلايا الطبيعية التي تفتقر إليه.

إطالة عمر الخلايا عن طريق التلاعب بالجينات

هنالك آليةٌ مغايرةٌ تمامًا يتم تطويرها في الوقتِ الحالي بواسطة الباحثين في معهد الأحياء الاصطناعية بجامعة كاليفورنيا، وتهدف هذه الآلية إلى إحداث نوعٍ من التلاعب الجيني (Gene manipulation) لتطويل عمر الخلايا.

  • تستهدف هذه الآلية اثنين من الجزيئات التي تعمل على إدارة إحدى العمليات البيولوجية المعروفة باسم (Transcriptional regulation)، والتي تختص بتنسيق النشاط الجيني داخل الخلايا.
  • الجزيء الأول هو Sir2 الذي يقود التدهور النووي المؤدي إلى الشيخوخة، فيما يتعاون الجزيء الآخر Hap4 مع الميتوكوندريا (Mitochondria) لإنتاج الطاقةِ الكيميائيةِ اللازمة لبدء التفاعلات الحيوية في الخلية، أي إنه يساهم في إطالة عمر الخلايا.
  • ما أثار دهشةَ الباحثين هو النمط الذي يعمل به هذان الجزيئان، إذ يؤدي نشاط أحدهما إلى تعطل الآخر، لذا قام الباحثون بابتكار مذبذبٍ جينيٍ (Gene oscillator) اصطناعي لإعادةِ توجيهِ هذا النظام.
  • اعتمادًا على المذبذب تم توليد الذبذبات التي تمنح النشاط لكل جزيءٍ منهما بالتناوب، وبهذه الطريقة مُنِعَت الخلايا من اتباع المسارِ المؤدي إلى الشيخوخة، كما زادت فترةُ حياتِها.

كيف يؤدي تطويل عمر الخلايا إلى محاربة الشيخوخة؟

تطويل عمر الخلايا

  • ما من شكٍ بأن تطويل عمر الخلايا يفسح المجال أمام محاربة شيخوخة الأجهزةِ الحيويةِ كافة، فقد تمكنت الخلايا من الانقسام لـ 20 جيلًا إضافيًا بعد انقضاء الوقت الذي كانت ستتوقف فيه عادةً عن الانقسام. 
  • الأمر لم يقتصر على هذا الحد، فقد جاء الانقسام بصورةٍ فعالةٍ لتنتج عنه خلايا تحمل العدد الطبيعي من الكروموسومات، ما يعني أن هذه الأبحاث سوف تفي بالوعود للتوصل إلى ينبوعِ الشبابِ الذي لا ينضب.

الأساليب العلاجية والعادات الصحية للوقاية من شيخوخة الخلايا الدماغية

  • للوقاية من شيخوخة الخلايا الدماغية، يتم الاعتماد على التحفيز الكهربائي (Electrical stimulation) لمناطق معينةٍ من الدماغ، فقد أبدى هذا الأسلوبُ فعاليته في إعادة الروابط بين خلايا الدماغ لتحسين النشاط الإدراكي وتعزيز الذاكرة.
  • أما عن العادات الصحيةِ للوقايةِ من شيخوخة الدماغ، فإنها تتضمن كلًّا من: ضبط مستويات ضغط الدم، الاعتماد على الأنظمةِ الغذائيةِ الصحية، والبقاء في حالةٍ من النشاطِ البدني والذهني.

الوقاية من شيخوخة العظام والمفاصل

  • يمكن تأخير أعراض الشيخوخة المرتبطة بالعظام والمفاصل بالحرص على تعويض السائل الزلالي (synovial fluid) لتقليل الاحتكاك أثناء الحركة، وعادةً ما يتم ذلك من خلال حَقن حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid).
  • يُنصَح كذلك باتباع النظام الغذائي الغني بالكالسيوم وفيتامين D المعزز لامتصاصِه، هذا إلى جانب أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية والابتعاد التام عن التدخين والكحول نظرًا للضرر البالغ الذي يلحقانه بالبنيةِ العظمية.
  • تجدر الإشارة إلى أن جلسات التدليك (Massage sessions) وما يشابهها من أساليب علاجية لآلام العضلات والمفاصل تُعَد الخيار النموذجي مقارنةً بأدويةِ الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid medications)، إذ يتسبب الاستخدام المفرط لها في إضعاف العظام على المدى الطويل.

التغلب على مشكلات التنفس التي تظهر مع التقدم في العمر

تتعرض الرئتان للعديد من المشكلات الصحية خلال مرحلة الشيخوخة، خاصةً إن تم التغاضي عن اتباع النمطِ الصحي الذي يخلو من التدخين وينأى عن الملوثات، إلا أنه توجد بعض الأساليب العلاجية التي يمكن الاعتماد عليها للوقاية من هذا التدهور الذي تؤول إليه حالةُ الرئتين.

  • العلاج بالأكسجين (Oxygen therapy) يُعَد واحدًا من الأساليب العلاجيةِ الفعالة للتخلص من صعوبة التنفس (Dyspnea)، إذ يقوم بضخ المزيد من الأكسجين إلى مجرى الدم، وهو ما يساهم كذلك في رفع مستوى الطاقة والتخلص من حالات الإعياء.
  • الحرص على إجراء الفحوص بصفةٍ دورية سيكون له القول الفصل في تأخير الشيخوخة المرتبطة بأداء الجهاز التنفسي، ومن أبرز هذه الاختبارات: اختبار نسبة أكسيد النيتريك في الزفير (Exhaled nitric oxide) المستخدم للكشف عن الربو (Asthma).

ماذا ينتظر تطويل عمر الخلايا في المستقبل؟

يبدو أن المستقبل الواعد ينتظر إطالةَ عمرِ الخلايا، ذلك أن الباحثين يهدفون إلى نمذجة (Modelling) هذه العملية لتكون قابلةً للقياس والتحكم عن طريق التعديل الذي يتم إجراؤه على متغيراتها، حيث يتم العمل على محاكاة نظام الشيخوخة الطبيعي بالاعتماد على الحواسيب، مما يمنح الباحثين الفرصةَ لتعديل وتعزيز الخلايا البشرية حتى تطول أعمارها.

طرح الاستفسارات بشأن إطالة عمر الخلايا

تطويل عمر الخلايا قد يبدو أمرًا غامضًا بالنسبةِ للكثيرين، لذا يُنصَح بالتواصل مع الدكتور علي مغنية لطرح الاستفسارات التي تجول في الأذهان بشأن هذه العملية، وسوف يعمل الطبيب على إزالة الغموض فور التواصل معه عبر الوسائل التالية:

  • لحجز موعد أو طرح استفسار: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي أبرز العادات التي تطيل عمر الخلايا؟

الابتعاد عن التدخين والكحول، تناول الأطعمةِ الغنيةِ بالفيتامينات والمعادن، الحفاظ على الوزنِ المثالي، والانخراط في الأنشطةِ الحركيةِ والفكرية هي أبرز العادات لإطالة عمر الخلايا ومجابهة الشيخوخة.

ما هو العمر المقدّر للحمض النووي (DNA)؟

أظهرت الدراسات أن نصف عمر (Half-life) الحمض النووي يقدَّر بنحو 521 عامًا، ما يعني أن كل 1000 عامٍ، يتم فقدان 75% من المعلومات الجينية.

هل الخلايا الجذعية تطيل العمر؟

نعم، قد يساهم العلاج باستخدام الخلايا الجذعيةِ في إطالةِ العمر من خلال إبطاء عملية الشيخوخة الطبيعية.

الخاتمة:

مما تقدم تتضح الفرصةُ المهيأة لتطويل عمر الخلايا، ومع ذلك سيكون الباحثون بحاجةٍ إلى بذل المزيد من الجهود لنمذجة هذه العملية والتحكم فيها، وبهذا النهج ستصبح محاربة الشيخوخة أمرًا سهلَ المنال للاستمتاع بحياةٍ خاليةٍ من الأمراضِ والمنغصات. 

المصادر:

Table of Contents