علاج ألم الأبهر الشديد

يقولون إنه المنبع الرئيسي لحياة الإنسان والموزع الأساسي للدم.
علاج ألم الأبهر الشديد

ذلك هو الشريان الأبهر (Aorta) أكبر شرايين الجسم وأكثرها أهميةً على الإطلاق، إلا أن ألم الأبهر يأتي على قدر أهميته، إذ يكون ألمًا شديدًا يصعب على الكثيرين تحمله.

سيناقش مقالُ اليوم السبل الفعالة لعلاج ألم الأبهر الشديد، هذا إلى جانب تقديم بعض النصائح الطبية التي تساعد على اجتناب هذا النوع من الألم، لئلا يقف عائقًا أمام الاستمرار في الحَراك اليومي المعتاد.

تعريفٌ بالشريان الأبهر

يبدأ الشريانُ الأبهر من البطين الأيسر (Left ventricle) للقلب، ثم يمتد في هيئة قوسٍ وصولًا لأعلى الصدر، ليستمر من هذه المنطقة نزولًا إلى البطن، ومن البطن يشرع في التفرع إلى مجموعة الشرايين الحرقفية (iliac arteries) الممتدة فوق منطقة الحوض (Pelvis) مباشرةً.

يتكفل هذا الشريان بتوزيع الدم المحمَّل بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم عبر فروعِه المختلفة، ما يعني أن علاج ألم الأبهر الشديد يُعَد مسألةً لا تحتمل التسويف نظرًا للدور الحيوي الذي يقوم به هذا الشريان في منظومة الجهاز الدوري (Circulatory system).

علاج ألم الأبهر الشديد

علاج ألم الأبهر الشديد

يتوقف علاج ألم الأبهر الشديد على مسببات الألم، مدى شدته، والمنطقة التي تضررت من الشريان، ولكن في معظم الحالات لن تحيد السبلُ العلاجيةُ عن الخيارات التالية:

  • العلاج الدوائي (Medications).
  • إحداث بعض التعديلات على نمط الحياة اليومية (Daily lifestyle  adjustments).
  • زراعة الشريان الأبهري عبر القسطرة (Transcatheter aortic valve implantation TAVI).
  • رأب الصمام الأبهري (Balloon aortic valvuloplasty).

العلاج الدوائي لألم الأبهر الشديد

  • يُجدي العلاج الدوائي (Medication) نفعًا في الحالات التي تشهد تضررًا للجزء السفلي من الأبهر، إذ يمكن للأدوية الخافضة لضغط الدم أن تعالج الألم الشديد في الشريان الأبهر النازل (Descending aorta). 
  • تساهم حاصراتُ بيتا (β‐Blockers) وموسعات الأوعيةِ الدموية (Vasodilators) في علاج الألم الناتج عن تسلخ الأبهر (Aortic dissection)، ذلك أنها تقلل التأثير الخاص بهرمون الأدرينالين (Adrenaline)، مما يتسبب في خفض ضغط الدم لتقليل اندفاعِه عبر الأبهر، وبهذا الأسلوب يتم احتواء الألم.
  • تعتبر مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) خيارًا فعالًا للحد من آلام الأبهر، حيث إنها تعمل على استرخاء الأوعيةِ الدموية بشكلٍ كاملٍ، وقد تعاونها الأدوية المنظمة لضربات القلب لتحقيق أفضل النتائج.
  • عادةً ما يدور النقاشُ بين الطبيب والمريض حول مدى الاحتياج إلى تناول أقراص الأسبرين (Aspirin) ومدرات البول (Diuretics) بصفةٍ يومية، كما يمكن للطبيب أن يصف الستاتينات (Statins) لتقليل مستوى الكوليسترول الضار (Low-density lipoprotein LDL) الذي ينذر بانسداد الأبهر.

التعديلات اللازمة على نمط الحياة اليومية لعلاج ألم الأبهر والوقاية منه

يستلزم علاج ألم الأبهر إحداث بعض التعديلات على نمط الحياة اليومية، إذ تساهم هذه التعديلات في عدم تدهور حالة المريض إلى الحد الذي يضطره إلى الخضوع للتدخلات الجراحية التي لا تؤمَن عواقبها، وفيما يلي بيان لهذه التعديلات:

  • ضبط النظام الغذائي ليصبح صحيًا بدرجةٍ كبيرة: يساهم النظام الغذائي الصحي في ضبط مستويات الكوليسترول الضار، الأمر الذي يضمن عدم ترسبه على جدران الشرايين، مما يحول دون الشعور بالألم الناتج عن تضيق الشريان الأبهر (Aortic stenosis).
  • المتابعة الطبية لتنظيم مستوى ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) إلى زيادة العبء على الأبهر، لذا يجب العمل على تنظيم ضغط الدم تجنبًا لنوباتٍ من الألم الذي لا يُحتمَل.
  • التوقف عن التدخين: يُزيد التدخين من مخاطر الانسدادات (Blockages) التي يتعرض لها الأبهر، وفي هذه الأثناء لن يشعر المدخن بالألم فحسب، لكنه سيكون معرضًا أيضًا للإصابةِ بالنوبةِ القلبية (Heart attack) أو السكتةِ الدماغية (Stroke).

زراعة الشريان الأبهري عبر القسطرة

علاج ألم الأبهر الشديد

زراعة الشريان الأبهري عبر القسطرة (TAVI) هي أحد الإجراءات الطبية الأقل توغلًا مقارنةً بجراحة صمام القلب المفتوح (Open-heart valve surgery)، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا لكبار السن الذين لا يمكنهم تحمل المخاطر المحتملة للجراحات الكبرى.

  • يمكن لهذا الإجراء أن يتم تحت تأثير التخدير الموضعي (Sedation) أو التخدير العام (General anesthesia)، حيث يتم إدخال قسطرةٍ إلى الفخذ أو الصدر، مع توجيهها صوب القلب.
  • يتم ضغط الشريان أو الصمام المراد زراعته داخل القسطرةِ الصغيرة التي تُوجَّه نحو فتحة الشريانِ الأبهر في القلب، وذلك حتى تتم الزراعة في هذا الموضع، وفي الختام يعمد الطبيب إلى إزالة القسطرة من الأوعيةِ الدموية.
  • يتمتع هذا الإجراء بالعديد من المميزات، حيث يتم الانتهاء منه خلال ساعتين فقط، وذلك بإحداث شقٍ صغيرٍ للغاية، مما يؤدي إلى فقدان الدم بكمياتٍ قليلة والتعافي خلال مدةٍ وجيزة تتراوح من يومين إلى 3 أيامٍ.

رأب الصمام الأبهري 

عوضًا عن الزراعة يمكن رأب الصمام الأبهري (Balloon aortic valvuloplasty) لعلاج الضيق الذي تعرض له، ففي هذا الإجراء يقوم الطبيب بتمرير الأنبوب المرن الرفيع عبر شقٍ صغيرٍ في الفخذ، ليصل منه إلى الشريان الأبهر مرورًا بالقلب، ويكون هذا الأنبوب مزودًا ببالون مُفرَّغٍ من الهواء.

  • فور وصول الأنبوب إلى موضع الشريان الأبهر، ينتفخ البالون ليسمح بتمدد الشريان الضيق، ثم يُفرَّغ البالون قبل إخراجه مع القسطرة.
  • على الرغم من بساطة هذا الإجراء، إلا أنه نتائجه لا تدوم طويلًا، لكنه يبقى خيارًا مناسبًا لأولئك الذين ليسوا في صحةٍ جيدةٍ بما يكفي لإجراء عمليةٍ جراحيةٍ معقدة.

الأعراض المصاحبة لآلام الأبهر

  • يمكن أن تترافق آلام الأبهر بالشعور بالألم الحاد في منطقة أسفل الرقبة، لذا ينصح دائمًا بإجراء الفحوص التصويرية على الشريان الأبهر قبل البدء في علاج ألم أسفل الرقبة بين الكتفين.
  • قد يكشف الخلل في الشريان الأبهر عن هويته بواسطة الألم الذي يؤثر على الكتفين بصورةٍ مفاجئة، وهو ما يجب مراعاته أثناء علاج آلام الرقبة مع الكتف الأيسر، وقبل الشروع في علاج ألم الكتف واليد اليمنى
  • في بعض الحالات يُجري الطبيب الفحوص المتعلقة بالشريان الأبهر قبل وضع الخطة المناسبة لعلاج ألم العنق من الخلف، إذ يمكن لتضيق هذا الشريان أن يتسبب في هذه النوبات من الألم.

أهمية الاستشارة الطبية لعلاج ألم الأبهر الشديد

يجب التعامل مع ألم الأبهر الشديد بأعلى درجات الحزم، وذلك بالمسارعة إلى استشارة الدكتور علي مغنية فور ظهور الأعراض، فالطبيب يعمل على تحديد المسببات الفعلية للألم، قبل وضع الخطة العلاجية المناسبة، وفيما يلي بيان لوسائل التواصل معه:

  • لطرح استفسار أو حجز موعد: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

هل مكملات الكالسيوم وفيتامين D تؤدي إلى تضيق الأبهر؟

نعم، يمكن أن تؤدي مكملات الكالسيوم وفيتامين D -المعزز لامتصاصِه- إلى تضيق الأبهر (Aortic stenosis)، حيث يتراكم الكالسيوم بمرور الوقت ويتسبب في ضيق فتحة الصمام الأبهري.

ما هي الأعراض الأكثر شيوعًا لدى المصابين بتسلخ الأبهر الحاد؟

الألم المفاجئ والشديد في منطقة الصدر يُعَد واحدًا من أكثر الأعراض الشائعة لحالات تسلخ الأبهر الحاد (Acute aortic dissection)، وقد ينتشر هذا الألم إلى البطن أو الظهر.

ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها إذا كنت تعاني من تضيق الأبهر ؟

يجب الابتعاد التام عن الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة والدهون المشبعة، مع ضرورة تقليل نسبة الأملاح والسكريّات في الوجبات.

المصادر:

Table of Contents