علاج ألم الرقبة المفاجئ

يمثل ألمُ الرقبة إحدى المشكلات الشائعة التي تؤثر على الكثيرين في مرحلةٍ ما من حياتهم
علاج ألم الرقبة المفاجئ

و تتعدد الأسباب المؤدية إلى ظهور هذا الأم، مما يتسبب في تفاوت درجات شدته، لذا سيركز مقال اليوم على أبرز الطرق المتبعة لعلاج ألم الرقبة المفاجئ مع تقديم نصائح طبية للوقاية من تلك الآلام والحفاظ على صحة الرقبة.

علاج ألم الرقبة المفاجئ

علاج ألم الرقبة المفاجئ

يمر علاج ألم الرقبة المفاجئ بمراحل مختلفة تبعًا لدرجة شدته وبواعثه، لكن الخبر السار يتمثل في سهولة السيطرة على الألم ما اجتنبت المسببات الخطيرة مثل: الاعتلال النخاعي (Myelopathy)، الضغط على الحبل الشوكي (Pressure on spinal cord)، والأورام الخبيثة (Cancer)، فعادةً ما يتم اللجوء إلى الأساليب العلاجية التالية:

  • استخدام مسكنات الألم (Pain relievers).
  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي (Physical therapy sessions).
  •  تحفيز العصب كهربائيًا عبر الجلد (Transcutaneous electrical nerve stimulation TENS).
  • حَقن الستيرويد (Steroid injection).  
  • العلاج بالوخز (Acupuncture).

العلاج الدوائي لألم الرقبة المفاجئ

علاج ألم الرقبة المفاجئ

تعمل العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) على تخفيف الألم الناتج عن التهاب وتورم أعصاب الرقبة كما في علاج ألم في عروق الرقبة من الجهة اليسرى من الأمام، فعادةً ما يتم الالتجاء إلى هذا الأسلوب العلاجي فور الشعور بالألم، وتُعَد أدوية الإيبوبروفين (Ibuprofen) ونابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium) أبرز الأمثلة على هذه الفئة، إذ تتوفر بالعديد من المسميات التجارية. 

يمكن لأدوية الأسيتامينوفين (Acetaminophen) المساهمة في تخفيف آلام الرقبة على الرغم من عدم امتلاكها خصائص مضادة للالتهاب، فهي تنتمي إلى فئة المسكنات (Analgesics) القادرة على احتواء الآلام العرضية التي تختفي سريعًا.

أما عن الحالات التي تشهد تيبسًا شديدًا للرقبة، فيكون اللجوء إلى مرخيات العضلات (Muscle relaxers) خيارًا ملائمًا لها، إذ يخلِّص عضلات الرقبة من التقلصات والتشنجات التي تعيق المصابين عن ممارسة أنشطتهم اليومية بصورةٍ طبيعية.

الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي لعلاج آلام الرقبة

الالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي يمكن أن ييسر مهمةَ المرضى لاحتواء آلام الرقبة، مع تقليل احتمالات ظهورها مستقبلًا، حيث يقوم المُعالِج الطبيعي بمتابعة الحالة لوضع التمارين المناسبة لها، والتي تستهدف تقوية عضلات وأوتار الرقبة إلى جانب تحسين مرونتها.

بالمداومة على أداء تلك التمارين يشعر المصابون بالتحسن الملحوظ كما في علاج ألم السقوط علي الظهر، وفي الوقت نفسه يشهد العمود الفقري تقويمًا واضحًا، ما يعني أن المصابين سيتمكنون من التخلي عن وضعيات الجلوس الخاطئة بصفةٍ تدريجية، وبهذا الأسلوب تستعيد الرقبة النطاقَ المعهود لحركتها.

يمكن للمصابين التخلص من تصلب الرقبة بالاعتماد على تمارين التمدد المدرجة ضمن برنامج العلاج الطبيعي، وعادةً ما تتضمن هذه التمارين تحريك الرأس ببطءٍ من جانبٍ إلى آخر، بقدر ما هو مريح بالنسبةِ للمصاب.

العلاج بواسطة التحفيز الكهربائي للأعصاب

علاج ألم الرقبة المفاجئ

تتمحور فكرة التحفيز الكهربائي للأعصاب حول النبضات الكهربائية الخفيفة التي يتم إرسالها إلى موضع الألم عبر الجلد كما في علاج ألم مؤخرة الرأس، تلك النبضات هي التي تقوم بتعطيل إشارات الألم لتمنع انتقالها من أعصاب الرقبة إلى المخ، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف الألم بصفةٍ مؤقتة.

هناك تفسير آخر لآلية عمل التحفيز الكهربائي للأعصاب، إذ يُرجِع بعضُ المختصين فعالية هذا الأسلوب العلاجي إلى قدرته على تحفيز الجسم لإنتاج المزيد من الناقلات العصبية والهرمونات المسؤولة عن تخفيفِ وطأة الألم. 

بغض النظر عن آلية عمله، يبقى هذا الأسلوب فعالًا في الحد من آلام الرقبة، إلا أنه يجب الخضوع لتلك الجلسات تحت إشرافٍ طبيٍ كامل، إذ يحدد الطبيب عدد الجلسات والتردد (Frequency) الملائم لإرسال النبضات تبعًا لشدة الألم لدى المريض. 

حَقن الرقبة بالستيرويد لعلاج الألم

ينضم الستيرويد (Steroid) إلى قائمة مضادات الالتهاب التي تساهم في علاج ألم الرقبة المفاجئ، حيث يتم حقنه في الغشاء المُحيط بالحبل الشوكي والدماغ نظرًا لمرور أعصاب الرقبة عبر هذه المنطقة.

تتم عملية الحَقن بعد أن يخضع المريض للتخدير الموضعي، وفي تلك الأثناء يعتمد الطبيب على توجيهات الأشعة السينية (X-rays) لوضع الإبرة وحَقن الدواء في المنطقة المستهدفة، مما يضمن للمرضى الحصول على أفضل النتائج، إلا أنهم يكونون مطالبين بالحصول على قسطٍ من الراحة بعد هذا الإجراء، إذ يتسبب النشاط البدني في زيادة احتمالات تورم أعصاب الرقبة والتهابها مجددًا.

تخفيف ألم الرقبة باتباع أسلوب الوخز

بحسب آراء بعض الباحثين، يمكن للوخز أن يحث الجسم على إطلاق المزيد من مسكنات الألم الطبيعية حتى يقل الشعور بآلام الرقبة، فيما يرى فريقٌ آخر أن هذا الأسلوب العلاجي يؤدي إلى تأثير الدواء الوهمي (Placebo effect)، وعلى الرغم من تفاوت الآراء والغموض الذي يحيط بهذا الأسلوب العلاجي التقليدي، إلا أنه أبدى فعاليةً كبيرةً في علاج بعض الحالات، لكن يجب التنويه إلى تباين استجابة المرضى له.

يعتمد هذا الأسلوب على إدخال الإبر في نقاط ضغطٍ محددة بالجسم لتقليل الشعور بالألم، وهو أحد الأشكال الآمنة للطب الصيني التقليدي، ومع ذلك يجب على المرضى اللجوء إلى الأطباء المختصين فقط لضمان تنفيذ هذا الإجراء على النحو الصحيح.

أبرز النصائح الطبية لتفادي ألم الرقبة المفاجئ

  • استخدام وسادات الدعم الثابتة بدلاً من الوسائد الناعمة لتجنب انضغاط عضلات الرقبة.
  • إعداد بيئة العمل المريحة بشراء الكراسي والطاولات الملائمة لتجنب الانحناء وثني الرقبة.
  • العمل على تحسين الوضعيات الخاصة بالجلوس، الوقوف، والنوم.
  • تجنب مهام الرفع والسحب لتفادي النوبات المتكررة من آلام الرقبة المفاجئة.

أهم الإجراءات المنزلية للحد من آلام الرقبة

  • الاستحمام باستعمال الماء الدافئ لإرخاء عضلات الرقبة وتعزيز تدفق الدم إليها.
  • وضع أكياس الثلج على الرقبة حتى تنقبض الأوعية الدموية ويقل الالتهاب والتورم.
  • ممارسة تمارين التنفس العميق للسيطرة على التوتر الذي يحفز آلام العنق.
  • الإقلاع عن التدخين أو الإقلال منه نظرًا لدوره في تدمير بنية العظام بصفةٍ عامة.

الحصول على الرأي الطبي بشأن ألم الرقبة المفاجئ 

مع استمرار الألم، يحتاج المرضى إلى استشارة الدكتور على مغنية للخضوع للفحص الجسدي وإجراء الأشعة التصويرية التي تحدد مسببات الألم، لذا يُنصَح دائمًا بعدم إرجاء تلك الخطوة حتى لا تتفاقم الأعراض، لاسِيَّما أن التواصل مع الطبيب يمكن أن يتم عبر الوسائل المتعددة الآتية:

الأسئلة الشائعة:

كيف أتخلص من شد عصب الرقبة؟

يمكنك استخدام الأدوية المرخية للعضلات، كما ينصح بوضع المناشف الدافئة على منطقة الألم قبل البدء في تدليك الرقبة بلطف.

كيف أنام حين أعاني من آلام الرقبة؟

النوم على الظهر أو أحد الجانبين يمثلان الخيارين المناسبين لمَن يعانون مِن آلام الرقبة، ومع ذلك يجب الحرص على استخدام وسادةٍ مناسبةٍ لتحصل الفقرات العنقية على الدعم الكافي.

لماذا أشعر بألم في رقبتي؟

عادةً ما ينتج هذا الألم بسبب الإجهاد العضلي والتهاب أعصاب الرقبة.

متى يكون ألم الرقبة خطيرًا؟

يكون ألم الرقبة مؤشرًا خطيرًا إذا كان مصحوبًا بالصداع الشديد، صعوبة الاستيقاظ، وارتفاع حرارة الجسم.

الخاتمة:

كانت تلك إطلالة سريعة تعرفنا من خلالها على أبرز الطرق المتبعة لعلاج ألم الرقبة المفاجئ، إذ يتعين على المصابين الإسراع إلى طلب الرعاية الطبية لمعرفة مسببات هذا الألم، وباتباع هذا الأسلوب يمكن التوصل إلى الخطة العلاجية الأكثر فعاليةً لتخفيف الألم بدرجةٍ كبيرة.

المصادر:

Table of Contents