علاج ألم الصداع من الخلف

لا يعي الكثيرون الطرقَ الصحيحةَ للتعاملِ مع الألم الشديد الذي يصيب الجزءَ الخلفي من الرأس.
علاج ألم الصداع من الخلف

ذلك الألم الذي لا يبدو مزعجًا فحسب، بل إنه يعمل أيضًا على إفقادِ المصاب النصيبَ الأكبر من تركيزه الذهني، ما يجعل أنشطته اليومية مهددةً بالإلغاء.

في مقالِ اليوم سنقوم بتقديم يد العونِ لأولئك الذين يعانون من هذه الآلام، وذلك باستعراض الوسائل الفعالة لعلاج ألم الصداع من الخلف، كما أننا لن نتغاضى عن ذكر النصائح التي أدلى بها الأطباء والمختصون لتفادي هذه الآلام بقدر الإمكان.

الوسائل الفعالة لعلاج ألم الصداع من الخلف

علاج ألم الصداع من الخلف

  • العلاج الدوائي (Drug treatment).
  • العلاج الطبيعي (Physical therapy).
  • تقييد الأعصاب القذالية (Occipital nerves block).
  • تحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation).

العلاج الدوائي لألم الصداع من الخلف

يأتي العلاج الدوائي (Drug treatment) في مقدمة السبل المتبعة لعلاج آلام الرأس بصفةٍ عامة، بما في ذلك: ألم الرأس من الجهة اليسرى وألم الرأس من الأمام والعيون، إذ يُصنَّف هذا العلاج إلى فئاتٍ عديدة، ويتم استخدام كل فئةٍ تبعًا لبعض العومل مثل: طبيعة الألم، موضع الشعور به، والوتيرةِ التي يتكرر بها.

  • تمثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أحد الخيارات التي يُعوَّل عليها لعلاج الصداع التوتري المزمن (Chronic tension-type headaches) وصداع الإجهاد (Exertion headache)، ومن أبرز أنواعها: أدوية الإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen).
  • ينتج عن التهابِ الأوعيةِ الدمويةِ في الرأس خللٌ في المفصلِ الصدغيِ الفكي (Temporomandibular joint TMJ dysfunction)، وعادةً ما يترافق هذا الخلل بآلامٍ في الجزءِ الخلفيِ من الرأس، لذا يُنصَح باستخدام مرخيات العضلات (Muscle relaxers) للسيطرةِ على هذه الآلام.
  • أما عن نوبات الصداع النصفي (Migraines) التي تمتد إلى الجزءِ الخلفي من الرأس، فعادةً ما يتم علاجها بالاعتماد على حاصرات بيتا (β-blockers)، إذ تعمل على تقليل تمدد الأوعية الدموية (Blood vessel dilation) في الدماغ لتفادي آلامِ الرأس المتكررة.

دور جلسات العلاج الطبيعي في السيطرة على ألم الصداع من الخلف 

لجلسات العلاج الطبيعي (Physical therapy) دور إيجابي في السيطرةِ على نوبات الصداع التي تطرأ على الجزءِ الخلفيِ من الرأس، إذ تعمل هذه الجلسات على مجابهة الألم بطريقتين مختلفتين:

  • تركز الطريقةُ الأولى على علاج الأعصابِ المنضغطة (Pinched nerves)، حيث يتم العمل على إزالة التوتر العضلي (Muscle tension) المسبب لهذا الانضغاط، والذي يقترن بنوباتِ الصداعِ المتكررة.
  • أما الطريقة الثانية، فإنها توجه مساعيها نحو تعديل الوضعياتِ الخاطئةِ (Poor postures) التي يعتمد عليها المصابون عند الوقوف، الجلوس، وأثناء النوم، مما يؤدي إلى انحسار الألم وخفض احتمالات ظهورِه مجددًا.

تقييد الأعصاب القذالية لاحتواء آلام الرأس من الخلف

علاج ألم الصداع من الخلف

على الرغم من عدم شيوعِه، إلا أن الألم العصبي القذالي (Occipital neuralgia) يظل واحدًا من مسببات الصداع الشديد، وينتج هذا الألم من جراء الالتهاب الذي تتعرض له الأعصاب القذالية (Occipital nerves)، تلك الأعصاب التي تمتد من الحبلِ الشوكي إلى فروةِ الرأس.

يؤدي التهاب هذه الأعصاب إلى الصداع الذي يؤثر على الجزءِ الخلفيِ من الرأس أو الجزءِ العلوي من العنق، إلا أنه يمكن تخفيف الألم عن طريق تقييد الأعصاب القذالية (Occipital nerves block)، حيث يعمل هذا الأسلوب على حَقن دواءٍ مخدرٍ (Anesthetic) على مقربةٍ من هذه الأعصاب، مما يمنح المصابين ارتياحًا مؤقتًا، مع مساعدتِهم على التخلص من الالتهاب المسبب لهذه النوبات.

تحفيز العصب المبهم لاعتراض رسائل الألم

العصب المبهم (Vagus nerve) هو العصبُ العاشر ضمن مجموعة الأعصابِ القحفيةِ (Cranial nerves) التي تضم 12 زوجًا من الأعصاب المتفرعةِ من الدماغ، وهو العصبُ الأطولُ بين أقرانِه، إذ ينبثق من النخاع المستطيل (Medulla oblongata) في الدماغ ليصل إلى الأمعاء.

  • اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أسلوبًا علاجيًا يقضي بتحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation) للتغلب على آلام الرأس.
  • يعتمد هذا الأسلوب العلاجي على إرسال سلسلةٍ من النبضاتِ الكهربائيةِ اللطيفةِ إلى العصب المبهم (Vagus nerve)، حيث يعمل هذا التحفيز على توفير ممانعةٍ قويةٍ لإشارات الألم الموجهةِ إلى الدماغ، مما يؤدي إلى السيطرةِ على آلامِ الرأسِ بدرجةٍ مقبولة.

أهم النصائح لاجتناب ألم الصداع من الخلف

إلى جانب الطرق المتبعة لعلاج آلام مؤخر الرأس، توجد العديد من النصائح التي يمكن أن تحول دون التعرض لهذه الآلام، فالقائمةُ التالية تعرض أبرز النصائح التي أدلى بها الأطباء والمختصون في علاج الألم التدخلي.

  • تناول كمياتٍ كافيةٍ من المياه، خاصةً في الحالات التي تترافق لديها نوبات الصداع بالقيء (Vomiting) المؤدي إلى المزيدِ من الجفاف، والذي بدوره يعمل على تحفيز آلامِ الرأس.
  • تحسين وضعيات الجلوس والنوم لتجنب آلام الرأسِ الناتجةِ عن زيادة الضغط على الأعصاب، إذ يتسبب هذا الضغط المتزايد في التهاب الأعصاب المؤدي لنوباتِ الصداع.
  • اتباع خطةٍ غذائيةٍ صحيةٍ تخلو من المنتجات المحتويةِ على الجلوتامات أحادية الصوديوم (Monosodium glutamate MSG)، إذ يعمل هذا الحمض الأميني (Amino acid) على تحفيز إطلاق أكسيد النيتريك (Nitric oxide)، مما يفضي إلى الشعور بالصداع نظرًا لاتساعِ الأوعيةِ الدمويةِ في الدماغ. 
  • عدم الإفراط في مطالعة الشاشات الرقمية، فالاستخدامُ المفرط لها يتسبب في الإجهاد البصري (Visual strain)، مما يؤدي إلى الشعور بألم الرأس مع العين.
  • الالتزام بالنوم لعددٍ كافٍ من الساعات لتجنب آلام الرأس الناتجةِ عن الإجهاد، مع الحرص على استخدام الوسادات المناسبة التي تقدم الدعمَ اللازم للرأسِ والعنق، هذا إلى جانب ضرورة إعتام الغرفة لتعزيز جودةِ النوم.

أهمية الحصول على الرعاية الطبية لعلاج ألم الصداع من الخلف

انتشار ألم الصداع من الخلف لا يُعَد مبررًا لإرجاءِ الرحلةِ العلاجية، إذ يتعين على المريض الإسراع إلى طلب الرعايةِ الطبيةِ بالتواصل مع الدكتور علي مغنية، خاصةً إن استمر الألم أو تكرر ظهوره من الحينِ للآخر، وفيما يلي بيان لوسائل التواصل مع الطبيب ومساعديه: 

  • لحجز موعد أو طرح استفسار: يتم ذلك عبر تطبيق Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

ما هي المكملات الغذائية التي تساهم في علاج ألم الصداع من الخلف؟

مكملات المغنيسيوم، فيتامين B2، وإنزيم Q10 هي المكملات التي أظهرت نتائج واعدةً في الحد من أعراض آلام الرأس من الخلف.

هل ألم الصداع من الخلف شائع لدى النساء خلال فترة الحمل؟

نعم، إذ تتعرض الغالبيةُ العظمى من النساء لهذا الصداع أثناء الحمل، ويرجع السبب في ذلك إلى الاختلال الهرموني (Hormonal imbalance)، حيث ترتفع مستويات هرمون الإستروجين (Oestrogen) بصورةٍ حادةٍ خلال الأشهرِ الأولى من الحمل.

ما هي الأعراض التي تُلزِم المريض بزيارة الطبيب لعلاج ألم الصداع من الخلف؟

الشعور بالخدر والإعياء (Numbness and fatigue)، صعوبات المضغ (Dysphagia)، وتخطِّي حرارة الجسمِ حاجز الـ 39 درجة مئوية هي أبرز الأعراض التي تنذر بمشكلاتٍ صحيةٍ خطيرة، والتي تستلزم طلبَ الرعايةِ الطبية على وجه السرعة.

الخاتمة:

كانت تلك إطلالة سريعة على الوسائل الفعالة لعلاج ألم الصداع من الخلف، وقد حرصنا على إسداء النصائح الطبيةِ لتفادي هذه الآلام، فالوسائل الوقائيةُ لا تساهم فقط في تخفيفِ الألم، بل تشارك أيضًا في استعادةِ القدرةِ على أداءِ الأنشطةِ الذهنيةِ والبدنيةِ دون أي معوقات.

المصادر:

Table of Contents