ما من شكٍ بأن آلام العنق تُعَد واحدةً من الحالات الشائعة التي تظهر لأسباب عديدة من بينها: وضعيات الجلوس السيئة، الاتكاء أمام الشاشات، أو الانحناء أثناء الدراسة والعمل، تلك الممارسات هي ما تؤدي إلى إجهاد عضلات العنق والشعور بهذا الألم الذي تتفاوت شدته تبعًا لدرجة الإجهاد.
سيركز مقال اليوم على الطرق المختلفة لعلاج ألم العنق من الخلف سواء الطرق المنزلية أو الطرق التي تعتمد على الفحص الجسدي للكشف عن الغموض الذي يحيط بحالة المريض.
الطرق المنزلية لعلاج ألم العنق من الخلف
يمكن للمريض اتباع الطرق المنزلية البسيطة لعلاج الألم الذي يكابده بمنطقة العنق، حيث تأتي هذه الطرق في مقدمة الخطوات التي يتخذها قبل زيارة الطبيب، وفيما يلي بيان لأبرز هذه الطرق:
- الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
- العلاج بالثلج والحرارة.
- ممارسة تمارين التمدد والخضوع لجلسات العلاج الطبيعي.
- تناول مسكنات الألم.
- استخدام طوق العنق.
أهمية الحصول على الراحة لعلاج ألم العنق
مع الاستمرار في ممارسة الأنشطة الحركية العنيفة، لا تحصل عضلات وأوتار العنق على فرصتها للتعافي والتخلص من الإجهاد، لذا يحتاج المريض إلى الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة لئلا تتفاقم الأعراض، مع ضرورة العودة بصورةٍ تدريجية لمزاولة الأنشطة اليومية المعتادة.
علاج ألم العنق من الخلف باستخدام الحرارة
يعمل العلاج الحراري على تحسين تدفق الدم إلى منطقةٍ معينة من الجسم، فارتفاع الحرارة في هذه المنطقة يكون له عظيم الأثر في تهدئة الألم وزيادة مرونة العضلات، كما أنه يشترك في تعافي الأنسجة التالفة، وينقسم العلاج الحراري إلى قسمين: العلاج الحراري الجاف والعلاج الحراري الرطب.
يعتمد العلاج الحراري الجاف على استخدام وسادات التدفئة، أحزمة التدفئة، وحمامات البخار، بينما تقوم فكرة العلاج الرطب على استعمال المناشف بعد أن يتم تعريضها للبخار، وتشير المراجعات إلى تفوق العلاج الحراري الرطب على نظيره الجاف من حيث الفعالية كما تفوق في علاج ألم الكتف واليد اليمني حيث أنه يحتاج إلى وقتٍ أقل للحصول على النتائج ذاتها التي يتم الحصول عليها عند استخدام الأسلوب الجاف.
الاعتماد على الثلج للتخلص من ألم العنق
على العكس تمامًا من العلاج الحراري، سنجد أن الثلج يتبع أسلوبًا مغايرًا، فهو يقلل تدفق الدم إلى موضع الألم مؤديًا بذلك إلى قمع الالتهاب والحد من التورم، وفي الوقت نفسه يمكن لهذا الأسلوب العلاجي أن يحد من نشاط الأعصاب ولو بصورةٍ مؤقتة، حتى يتم تسكين الألم لفترةٍ معينة.
في وسع المريض الاعتماد على هذا الأسلوب بعديد الطرق، فقد يضع عبوات الجل المجمدة على موضع الألم، وربما يقوم بتدليك العنق بقطع الثلج، أما إن تعذَّر عليه ذلك فهناك بخاخات التبريد التي تُرَش على العنق بسهولةٍ فائقة.
ممارسة تمارين التمدد وتناول مسكنات الألم
- يمكن لتمارين التمدد المساهمة في تخليص المريض من الألم عن طريق الإطالة التي تتعرض لها عضلات العنق، فبهذا الأسلوب يقل ألم العضلات لتزداد مرونتها ونطاق حركتها.
- أما عن المسكنات، فإن الاعتماد عليها يسمح للمريض بالحكم على الألم لمعرفة ما إذا كان ناتجًا عن أحد الأعراض العابرة، أم أنه راجع إلى مشكلةٍ صحيةٍ تستلزم الخضوع للفحص الطبي، ومن أبرز هذه المسكنات: ايبوبروفين (Ibuprofen ) واسيتامينوفين (Acetaminophen).
استخدام طوق العنق للتعجيل بتعافي العضلات
- يقدم هذا الطوق الدعم اللازم للرأس ريثما تتعافى عضلات العنق ويزول الألم، فعادةً ما يتم استخدامه لفترات محددة نظرًا لأن الاستخدام الدائم له يتسبب في زيادة تدهور العضلات.
- يتوفر طوق العنق بأنواعٍ مختلفة، وتتفاوت تلك الأنواع في المقامِ الأول من ناحية المرونة أو الصلابة التي تتصف بها، فبعضها يسمح بنطاقٍ معين من الحركة الخفيفة، فيما تحول الأنواع الأخرى دون القيام بأي حركةٍ تُذكَر.
الفحص الجسدي لتحديد أسباب آلام العنق
في حال استمر الألم لبضعة أيام أو أسابيع، يجب على المريض التوجه إلى الطبيب للخضوع للفحص الجسدي وتحديد سبب الألم، فالتشخيص الدقيق يمثل أولى الخطوات لوضع خطةٍ علاجية فعالة، ويشمل الفحص الجسدي الخطوات الآتية:
- الملاحظة (Inspection): تهدف هذه الخطوة إلى فحص وضعية العنق والكتفين لرصد أي خللٍ أو تشوهات بهذه المنطقة.
- التحسس (Palpation): يعمد الطبيب إلى تحسس الأنسجة الرخوة في العنق لاكتشاف أي دلائل تشير إلى التشنجات العضلية.
- اختبار نطاق الحركة (Range of movement): يتم اختبار قدرة العنق على الحركة لأعلى ولأسفل، وكذلك في الاتجاهين اليمين واليسار، حيث يعقد الطبيب المقارنة بين الحركة الفعلية للعنق وما يجب أن تكون عليه لدى الأصحاء.
- اختبار رد الفعل (Reflexes): مستعينًا بمطرقةٍ مطاطية، يفحص الطبيب ردود الفعل في منطقة الساعد، العضلة ذات الرأسين (Biceps)، والعضلة ثلاثية الرؤوس (Triceps)، وبذلك يمكنه تقييم صحة أعصاب العنق ومعرفة ما إذا كانت ترسل الإشارات على النحو المنشود أم لا.
- رصد قوة العضلات (Muscle power): في هذه الخطوة يراقب الطبيب عضلات العنق والكتف لاكتشاف علامات الضعف التي قد تظهر عليها.
- تحديد طبيعة الألم (Sensation): يتم التحقق مما إذا كان المريض يشعر بوخزٍ في العنق أو الذراعين أم لا.
الأشعة المستخدمة للكشف عن مسببات آلام الرقبة
تتوفر العديد من تقنيات التصوير والأشعة التي تمنح الطبيب رؤيةً أفضل لكي يتوصل إلى أسباب آلام الرقبة، ومن أبرز هذه التقنيات ما يلي:
- الأشعة السينية (X-Rays): هذا النوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي قادر على إظهار عظام العنق للكشف عن المواضع التي قد تتعرض فيها الأعصاب للضغط من جراء بعض النتوءات العظمية.
- الأشعة المقطعية (CT Scan): تقوم هذه الأشعة بالجمع بين صور الأشعة السينية الملتقطة من اتجاهات مختلفة، مما يوفر للطبيب مشاهد تفصيلية للعنق تمكنه من تحديد سبب الألم.
- تصوير الرنين المغناطيسي (MRI Scan): يمكن لهذه التقنية القيام بالكشف عن العظام والأنسجة الرخوة بالاعتماد على موجات الراديو والمجال المغناطيسي القوي.
علاج آلام العنق باستخدام وحدة التحفيز الكهربائي للأعصاب TENS
تقوم هذه الوحدة بإرسال نبضات من التيار الكهربائي الخفيف إلى الأقطاب الصغيرة التي توضع على مستوى الجلد بالقرب من الأعصاب، وبذلك تتعطل الإشارات العصبية المسؤولة عن الشعور بالألم، كما تحفز هذه الوحدة الجسم على إنتاج مسكنات الألم الطبيعية الإندورفين (Endorphins)، مما يساهم في تخفيف الألم بدرجةٍ مقبولة.
الحقن الستيرويدي ( Steroid) للعنق
يشترك هذا النوع من الحقن في قمع التهابات أعصاب الرقبة للحد من آلامها المزعجة، وعادةً ما يتم الحقن بالقرب من جذور الأعصاب العنقية لتعزيز الفعالية وتسكين الألم خلال إطارٍ زمنيٍ قصير.
استشارة الطبيب للتخلص من آلام العنق
بتواصلهم مع دكتور على المغني، سيتمكن المرضى من إيجاد الإرشاد الطبي الذي يعينهم على التخلص من تلك الآلام التي لازمتهم فترةً طويلة، ويمكنك التواصل باستخدام أيٍّ من الوسائل التالية:
- رقم الهاتف: 9613565026+
- البريد الإلكتروني: info@dralimoghnieh.com.
- حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook, Instagram, Linkedin.
- حجز موعد عبر تطبيق واتساب: Whatsapp.
الأسئلة الشائعة:
على ماذا يدل وجع الرقبة من الخلف؟
غالبًا ما يشير هذا الألم إلى تعرض أعصاب الرقبة للانضغاط الذي يؤدي إلى الالتهاب أو التهيج، ومن الضروري أن يتم الإسراع إلى العلاج لإيقاف تطور الأعراض التي تؤثر على الرقبة والرأس.
كيف أعرف أن ألم الرقبة خطير؟
إذا استمر الألم لعدة أيام ولم تتحسن الأوضاع باستخدام العلاج المنزلي، فعليك بطلب الرعاية الطبية الفورية لاسِيَّما إن كان الألم ناتجًا عن إصابةٍ أو حادثٍ معين.
كم مدة استمرار ألم الرقبة؟
في معظم الحالات تزول آلام الرقبة الناتجة عن توتر العضلات في غضون أيامٍ قليلة، كما تستجيب آلام الرقبة التي تستمر لعدة أسابيع لتمرينات الإطالة والعلاج الطبيعي، فتتلاشى بشكلٍ تدريجي.
هل الضغط النفسي يسبب ألمًا في الرقبة؟
نعم، فالأعباء النفسية يمكن أن تكون عاملًا محفزًا لتوتر أعصاب العنق والشعور بالألم، وربما تمتد هذه الآلام لتشمل كلًّا من: الرأس والكتفين.
هل تدليك الرقبة آمن؟
في بعض الحالات النادرة يمكن أن يفضي التدليك إلى مضاعفات خطيرة مثل: تلف الشريان الفقري والسكتة الدماغية، وقد تحدث هذه المضاعفات إن كانت هناك إصابة سابقة في العنق، كما يمكن للتدليك العنيف أن يزيد من تلك المخاطر.
الخاتمة:
في الختام لا يسعنا سوى التذكير بأهمية اتباع وضعيات صحيحة للجلوس والنوم، مع ضرورة المسارعة إلى الحصول على الرأي الطبي إذا ما بدت أعراض الألم العنيف، وذلك حتى لا تتفاقم المشكلة وتزداد تعقيدًا.
المصادر:
- clevelandclinic.org: Neck Pain
- spine-health.com: Diagnosing Neck Pain
- mayoclinic.org: Neck Pain
- healthline.com: Neck Pain: Symptoms, Causes, and How to Treat It
- healthline.com: Treating Pain with Heat and Cold
- ncbi.nlm.nih.gov: Moist Heat or Dry Heat for Delayed Onset Muscle Soreness
- webmd.com: What to Know About Neck Collars
- healthdirect.gov.au: TENS (Transcutaneous electrical nerve stimulation)