نصائح للوقاية من ديسك الرقبة

يسك الرقبة، المعروف أيضاً بالانزلاق الغضروفي في الرقبة، هو اضطراب شائع في العمود الفقري ينتج عنه بروز أو تمزق الأقراص بين الفقرات، مما يؤدي إلى الضغط على العصب الخارج من بين الفقرات أو النخاع الشوكي نفسه، أو كليهما.
علاج ألم العنق وخلف الكتفين وأعلى الظهر

ديسك الرقبة هو ذلك النسيج الموجود بين الفقرات العنقية، إلا أن هذا المصطلح يشيع استخدامه في أوساط المرضى للتعبير عن المشكلات المختلفة التي تصيب هذه الفقرات، بما في ذلك: بروزها، تمزقها، وانفتاقها، حيث تؤدي هذه المشكلات إلى زيادة الضغط المسلَّط على العصب الخارج من بين الفقرات، كما يمكن أن يزداد الضغط على النخاع الشوكي، وفي حالاتٍ أخرى يقع الضغط عليهما في آنٍ واحد.

إيمانًا منا بشدة الآلام المرتبطة بالأقراص العنقية (Cervical Discs)، وإلمامًا بتأثيرها السلبي على أداء المهام اليوميةِ البسيطة، سنقوم من خلال هذا المقال بتقديم نصائح للوقاية من ديسك الرقبة لاستعادة النمط الطبيعي للحياة.

نصائح للوقاية من ديسك الرقبة

نصائح للوقاية من ديسك الرقبة

يصعب تجنب آلام الرقبة بشكلٍ تام، ومع ذلك توجد بعض الخطوات التي تساهم في خفض احتمالات التعرض لها، فالقائمةُ التالية تعرض أبرز النصائح التي قام بإسدائها أفضل أطباء لعلاج ديسك الرقبة:

  • انتهاج خططٍ غذائيةٍ صحية.
  • شرب الكميات الكافية من المياه.
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • إعداد بيئة العمل المريحة.
  • توطئة الفراش باستخدام الوسائد المناسبة.

انتهاج خططٍ غذائيةٍ صحية

يمكن للخطط الغذائيةِ الصحية أن تلعب دورًا بارزًا في الوقايةِ من آلام ديسك الرقبة، وهو ما يمكن تحقيقه بالاعتماد على الأطعمة والمكملات الغذائية (Food supplements) الغنية بالعناصر الآتية:

  • الكالسيوم وفيتامين D: يعمل الكالسيوم على تقوية الفقرات العنقية (Cervical vertebrae)، فيما يشارك فيتامين D في تعزيز امتصاص الجسم للكالسيوم، مما يؤدي إلى خفض احتمالات انفتاق أقراص الرقبة (Cervical discs herniation).
  • الأحماض الدهنية أوميجا 3 (Omega 3 fatty acids): تزخر أسماك السلمون، السردين، والماكريل بهذه الأحماض التي تمتاز بنشاطِها المضاد للالتهاب (Anti-inflammatory)، وهو ما يحول دون الشعور بآلام الرقبة الناتجة عن الضغط الزائد الذي يفرضه الالتهاب والتورم على الأعصاب.
  • المغنيسيوم: يساهم المغنيسيوم في استرخاء العضلات، لذا يُنصَح بتضمين النظام الغذائي بالأطعمةِ الغنيةِ به مثل: الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة، إذ يمكنه العمل على التخلص من الانقباض العضلي المسبب لآلام الرقبة.

شرب الكميات الكافية من المياه

تحتاج أقراص الرقبة إلى الترطيب لئلا يجور قرصٌ على الآخر إلى الحد الذي تقع عنده الإصابة بتضيق العمود الفقري العنقي (Cervical Spinal Stenosis)، ومن هنا تتبدَّى أهمية شرب الكميات الكافية من المياه التي تُبقي على المحاذاةِ الطبيعيةِ بين الأقراص العنقية.

العصائر الطازجة والمشروبات الساخنة يمكن أن تُحتسَب كذلك ضمن خطة الترطيب اليومية، إلا أنه يجب الإقلال من كميات السكر والكافيين نظرًا لدورهما المضاد للترطيب.

الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تسلك التمارينُ الرياضيةُ طريقين مختلفين لحماية فقرات الرقبة، فالطريق الأول يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى العضلات (Muscles) والأنسجة الرخوة (Soft tissues) في منطقتي الرقبة وأعلى الظهر، وذلك لإعطائهما العناصر الغذائية الضرورية لصحتهما، بينما ينتهي الطريق الآخر بتقوية العضلات الداعمة للرقبة للحفاظ على محاذاة الرأس في وضعٍ مستقيمٍ فوق الكتف، إذ تتسبب الوضعيات الخاطئة في زيادة احتمالات الإصابة بالانزلاق الغضروفي العنقي (Cervical disc herniation).

ما يجب الانتباه إليه عند ممارسة التمارين هو تجنب الحركات القوية التي تتسبب في زيادة الضغط على العنق، كما يُحظَر تمامًا رفع الأشياء الثقيلة لتفادي الإصابة باعتلال الجذور العنقية (Cervical radiculopathy)، والتي تحدث نتيجة زيادة الضغط على العصب الخارج من بين الفقرات.

الإقلاع عن التدخين

  • يعمل النيكوتين على حرمان الخلايا من العناصر الغذائيةِ الحيوية، وحينئذٍ تعاني فقرات العنق من الجفاف، سوء التغذية، وقلة المرونة، الأمر الذي يزيد احتمالات تعرض هذه الأقراص للإصابات المختلفة.
  • عادةً ما يكون المدخنون أكثر عرضةً لأن تبرز وتنفتخ لديهم الأقراص العنقية المنفتقة (Herniated cervical discs)، وهو ما يتسبب في المزيد من التهيج للأعصاب، لذا يُنصَح بالإقلاع عن التدخين واتخاذ هذه الخطوة الجادة نحو الوقايةِ من آلام العنق والعمود الفقري بصفةٍ عامة.

إعداد بيئة العمل المريحة

يغفل الكثيرون عن إعداد بيئة العمل المريحة، وهو أمر شائع بين الأشخاص الذين يعملون من المنزل، فالجلوس لفتراتٍ طويلة في بيئةٍ غير مريحةٍ سيؤدي حتمًا إلى مشكلات العنق بمختلف أنواعها ودرجاتها، لذا يجب إعداد هذه البيئة باتباع الخطوات التالية:

  • ضبط ارتفاع المكتب إلى المستوى الذي يضمن توازي الساعدين مع الأرض أثناء العمل.
  • استخدام الكرسي الذي يسمح للقدمين بالثبات على الأرض مع إبقاء الفخذين متوازييْن.
  • وضع شاشة الحاسوب في الموضع المثالي لتجنب انحناء الرأس للأمام.

توطئة الفراش باستخدام الوسائد المناسبة

تستحيل نعمةُ النومِ نقمةً إذا لم يُجهَّز الفراش باستخدام الوسائد المناسبة، وعلى الرغم من عدم توفر وسادةٍ مخصصةٍ لعلاج الديسك والوقاية منه، فإن اتباع الإرشادات التالية يمكن أن يحول دون التعرض لهذه الآلام:

  • اختيار الوسائد الإسفنجية التي تُطوِّع شكلَها لتتوافق مع وضعية العنق والظهر.
  • استخدام الوسائد المسطحة للحفاظ على محاذاة الرأس مع العمود الفقري.
  • استبدال الوسائد كل عاميْن على الأكثر لضمان فعاليتها في دعم الفقرات العنقية.
  • تجنب الوسائد المرتفعة لئلا تتمدد الرقبة وتعاني من الألم والتيبس في الصباح. 

أعراض ديسك الرقبة وطرق العلاج

نصائح للوقاية من ديسك الرقبة

باتت أعراض ديسك الرقبة معلومةً لدى المجتمع الطبي، وكذلك الحال بالنسبة لطرق العلاج التي يتم العمل على تطويرها بصفةٍ مستمرة، لذا تابع النقاط التالية، واكتشف أعراض ديسك الرقبة وطرق العلاج الفعالة:

  • آلام الرقبة التي تنتشرً أحيانًا إلى الذراع، الكتف، والأصابع.
  • الشعور بخدرٍ على امتداد العصب بدءًا من الكتف، إلى الذراع والساعد، وصولًا إلى الأصابع.
  • ضعف عضلات الذراعين.
  • الشعور بألمٍ حادٍ وحرقةٍ في منطقة لوح الكتف (Shoulder blade).
  • صعوبة تحريك الرقبة وانحسار نطاق حركتها.

كيفية تشخيص ديسك الرقبة

اختيار الفحوصات المراد استخدامها في تشخيص ديسك الرقبة يعتمد على الأعراض، وحدتها، والأسباب التي أدت لها، وتتضمن هذه الفحوصات:

  • الفحص السريري: يُجرى لتحديد طبيعة الإصابة وموقعها، وتقدير حدتها، والحصول على معلومات حول المريض وتاريخه المرضي، والتفريق بين أعراض ديسك الرقبة الضاغط والانزلاق الغضروفي في الكتف.
  • الفحوصات المخبرية: تتضمن فحص معاملات الالتهاب وتعداد الدم الكامل لاستبعاد مشاكل ديسك الرقبة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية أو الأورام السرطانية.
  • التصوير بالأشعة السينية: يُستخدم كخطوة أولية لتحديد درجة الإصابة وفحص الفقرات العظمية للعمود الفقري.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يُجرى أحيانًا لفحص الفقرات العظمية بشكل أدق، ويمكن أن يظهر التكلس حول الفقرات وفقدان أو تدمير في أنسجة الفقرات العظمية.
  • التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI): يُعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي وسيلة تصوير مفضلة لتحديد حالات ديسك الرقبة، حيث يُظهر بوضوح الأقراص الغضروفية بين الفقرات ويميز بدقة هياكل الأنسجة الرخوة والعصب.
  • دراسات التصوير الكهربائي وفحوصات التوصيل العصبي (EMG/NCS): يُمكن استخدامها في بعض الحالات للتأكد من التشخيص وتحديد الأضرار العصبية.)

الطرق العلاجية:

علاج ديسك الرقبة يتم في البداية باستخدام العلاجات غير الجراحية، وتشمل:

  • أخذ قسط من الراحة: يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على الفقرات وتسريع عملية الشفاء.
  • تعديل النشاطات اليومية: ضبط الأنشطة اليومية لتجنب الحركات القوية التي قد تزيد من الضغط على الرقبة.
  • تناول الأدوية: يمكن وصف الأدوية المسكنة لالم ديسك الرقبة وألم أسفل الرقبة والمضادة للالتهابات من قبل الطبيب المختص.
  • العلاج الطبيعي: يُستخدم لتقوية العضلات المحيطة بالرقبة وتحسين نطاق الحركة.

إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، قد يقترح الطبيب علاجات أكثر تقدمًا، مثل حقن الكورتيزون.

تجدر الإشارة إلى أن الأعراض عادةً ما تتحسن مع مرور الوقت باتباع هذه العلاجات لمدة 4 – 6 أسابيع. ومع ذلك، في حالة الإصابات الجادة التي تسبب ضغطًا على الحبل الشوكي والأعصاب، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا.

التواصل مع أفضل أطباء لعلاج ديسك الرقبة

ينضم الدكتور علي مغنية لقائمة أفضل أطباء لعلاج ديسك الرقبة، لذا يُوصَى بالتواصل معه للتخلص من الآلام العنقية، كما يمكن استشارته بشأن الممارسات التي تقلل احتمالات التعرض لهذه الآلام، وفيما يلي بيان لسبل التواصل معه:

  • لطرح استفسار أو حجز موعد: Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

كيف ينام مريض غضروف الرقبة؟

يمكن لمريض غضروف الرقبة أن ينام على ظهره أو أحد الجانبين، مع استخدام الوسادات الداعمة أسفل رقبته.

كيف أعالج ديسك الرقبة في المنزل؟

يمكنك تطبيق الكمادات الساخنة والباردة بالتبادل على موضع الشعور بالألم، مع إمكانية استخدام العلاج الدوائي وفقًا للجرعات التي يحددها الطبيب بناءً على حالتك.

كيف يتم تشخيص آلام ديسك الرقبة؟

تتم عملية التشخيص بالاعتماد على الفحوص التصويرية المختلفة بما في ذلك: التصوير بالأشعة السينية (X-rays)، التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan).

الخاتمة:

بهذا القدر من القول يبلغ مقال اليوم مشهده الختامي، فقد عرضنا من خلاله أهم النصائح للوقاية من ديسك الرقبة استنادًا إلى خبرات الأطباء المختصين، وذلك لقطع السبل المؤدية للشعور بهذه الآلام، خاصةً أنها تقف عائقًا أمام القيام بالأنشطةِ اليوميةِ المعتادة.

المصادر:

 

Table of Contents