هل يشفي مريض التهاب المفاصل؟

التهاب المفاصل هو التورم الذي يمكن أن يؤثر على الركبتين، أو مفاصل كف اليد، أو جزء من العمود الفقري. الأنواع الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل هي الفصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتظهر الأعراض الرئيسية للالتهاب في الألم في المفاصل.
هل يشفي مريض التهاب المفاصل

يمثل الالتهاب إحدى الاستجابات التي يتخذها الجهاز المناعي للذود عن الجسم ضد مسببات الأمراض، ومع ذلك توجد بعض الحالات التي يغالي فيها الجهاز المناعي في ردة الفعل الخاصة به، الأمر الذي يفضي إلى الإصابة بما يعرف باسم التهاب المفاصل (Arthritis).

تتعدد أشكال التهاب المفاصل، فقد يبدو التورم على الركبتين، مفاصل اليد، أو أجزاءٍ معينةٍ من العمود الفقري، فهل يشفى مريض التهاب المفاصل؟ هذا هو السؤال الذي يجيب عنه مقال اليوم.

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض التهابي مزمن يمكن أن يؤثر على مناطق أخرى غير المفاصل. فقد يدمر هذا المرض مجموعة واسعة من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجلد والعينان والرئتان والقلب والأوعية الدموية.

يحدث اضطراب التهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يُعَدُّ من أمراض المناعة الذاتية، عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة جسمك بالخطأ. وخلافًا للتآكل والاهتراء من جرَّاء هشاشة العظام، يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على بطانة مفاصلك، مسبِّبًا تورمًا مؤلمًا، ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل العظام وتشوُّه المفاصل.يمكن أن تتلف أجزاء أخرى من الجسم كذلك بسبب الالتهاب المصاحب لداء المفاصل الروماتويدي. ورغم أن الأنواع الجديدة من الأدوية قد حسَّنت كثيرًا من خيارات العلاج، ما زال التهاب المفاصل الروماتويدي الحاد يسبب الإعاقة الجسدية

أسباب التهاب المفاصل

هل يشفي مريض التهاب المفاصل
أسباب التهاب المفاصل

ما زالت أسباب الإصابة بالتهاب المفاصل غير معروفة بدقة، ولكن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تلعب دورًا في حدوث هذا الالتهاب، ومن هذه العوامل:

  • احتكاك المفاصل وتلف الغضاريف الواقعة بينها نتيجة للضغط الزائد بسبب ثقل الوزن.
  • التعرض لكسور العظام.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى هجوم جهاز المناعة على العظام والمفاصل.
  • الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية.
  • التقدم في العمر.
  • النشاطات اليومية التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة، والتي قد تزيد من احتمالية حدوث التهاب المفاصل وفقًا للدراسات الطبية الإحصائية الحديثة.

أعراض التهاب المفاصل

قد تشمل علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  • الألم.
  • التيبس.
  • الانتفاخ.
  • الاحمرار.
  • هبوط في مدى الحركة.

بالإضافة إلى ذلك، تظهر بعض الأنواع المعينة من التهابات المفاصل أعراضًا وعلاماتٍ تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، وتتضمن هذه الأعراض:

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بالتعب.
  • ظهور طفح جلدي.
  • هبوط في الوزن.
  • مشكلات في التنفس.
  • جفاف في العينين والفم.

هل يشفى مريض التهاب المفاصل؟

هل يشفى مريض التهاب المفاصل
هل يشفى مريض التهاب المفاصل

بعبارةٍ موجزة يمكننا الإقرار بأن التهاب المفاصل مرضٌ مزمنٌ لا يُرجَى له شفاءٌ، وعلى الرغم من هذه الإجابةِ الصادمة، يبقى باب الرجاء مفتوحًا أمام المرضى لاتباع الأساليب العلاجية الفعالة التي تحد من شدة الألم، وتعمل على احتوائه لئلا يقف عائقًا أمام ممارسة الأنشطة اليومية بصورةٍ طبيعية.

الأساليب الفعالة لاحتواء الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل

تتعدد الأساليب التي يُعوَّل عليها للسيطرة على الألم الناتج عن التهاب المفاصل، ويكون المريض مُطالَبًا دائمًا باتباع هذه الأساليب تحت إشراف الطبيب الذي يعمل على تقييم الحالة بصفةٍ دورية، فالقائمةُ التالية تعرض أبرز هذه الأساليب:

  • العلاج الدوائي (Drug treatment).
  • العلاج الحيوي (Biological Therapy).
  • جلسات التدليك (Massage sessions).
  • التحفيز الكهربي للأعصاب (Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation TENS).
  • العلاج بحمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid therapy).

الأدوية المستخدمة لتخفيف آلام التهابات المفاصل

هل يشفي مريض التهاب المفاصل
الأدوية المستخدمة لتخفيف آلام التهابات المفاصل

مسكنات الألم (Pain relievers):

يُساعد هذا النوع من الأدوية على تخفيف الألم، إلا أنه لا يعمل على قمع الالتهاب، ومن أبرز الأمثلة عليه: الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والأسبرين (Aspirin).

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs):

تعمل هذه الأدوية على التصدي لمحفزات الألم من دون الاكتفاء بتهدئته، فهي تشترك في تثبيط الالتهاب والتورم، ومن أشهر أنواعها: الإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen).

أدوية الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroid):

لهذه الأدوية دور بارز في تخفيف شدة الالتهاب عن طريق خفض الاستجابة المناعية المفرطة، وتشمل هذه الأدوية كلًّا من: الكورتيزون (Cortisone) والبريدنيزون (Prednisone).

الأدوية المضادة للروماتويد والمعدلة للمرض (Disease-modifying antirheumatic drugs DMARDs):

تُجدِي هذه الأدوية نفعًا عظيمًا في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، إذ تقوم بالتصدي لجهاز المناعة أثناء محاولاته المتكررة لمهاجمة المفاصل.

العلاج الحيوي لالتهابات المفاصل

  • عادةً ما يُستعمَل هذا الأسلوب العلاجي من خلال دمجه مع الأدوية المضادة للروماتويد المعدلة للمرض (DMARDs)، فهو من الأساليب التي تعتمد على عمليات الحَقن (Injection).
  • تتمحور آلية عمل العلاج الحيوي حول منع بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدم من تنشيط جهاز المناعة، الأمر الذي يكون مؤداه توقف مناعة الجسم عن شن هجماتها الشرسة على المفاصل.
  • لا يجوز الإفراط في استخدام هذا الأسلوب العلاجي، فعلينا ألا نغض الطرف عن آلية عمله التي تسعى إلى تعطيل الجهاز المناعي بدرجةٍ أو بأخرى، ما يعني أن الإفراط في استخدام هذا العلاج قد يترك المريض معرضًا لصنوفٍ لا تنتهي من العدوى.

تأثير جلسات التدليك على آلام التهاب المفاصل

أشار المقال الخاص بمؤسسة التهاب المفاصل (Arthritis Foundation) إلى التأثير الإيجابي لجلسات التدليك حينما يتعلّق الأمر بالآلام الناتجة عن التهاب المفاصل، إذ يساهم التدليك المنتظم في تخفيف التيبس، زيادة قابلية المفاصل للحركة، وتقليل التوتر، هذا إلى جانب دوره في تنشيط الدورة الدموية، وفي ظل توفر هذه العوامل يمكن للألم أن تهدأ ثورته بدرجةٍ مقبولة.

احتواء ألم التهاب المفاصل عن طريق التحفيز الكهربي للأعصاب

يهدف التحفيز الكهربي للأعصاب إلى تخفيف شدة الألم من خلال إرسال نبضات كهربية منخفضة الشدة عبر الجلد، تلك النبضات هي التي تشترك في اعتراض رسائل الألم المنتقلة من الأعصاب إلى المخ، وبذلك يمكن الشعور بالراحة بصفةٍ مؤقتة.

يعتبر هذا الإجراء آمنًا بدرجةٍ كبيرة، غير أن المصابين يجب أن يخضعوا له تحت الإشراف الطبي نظرًا لوجود بعض الحالات التي لا يناسبها هذا الأسلوب العلاجي خاصةً مَن يعانون من مشكلات في القلب والأوعية الدموية.

هل يخفف حمض الهيالورونيك من آلام التهاب المفاصل؟

أشارت بعض الأبحاث إلى فعالية حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid) في تخفيف الألم الناتج عن الالتهاب الروماتويدي مع تعزيز أداء المفاصل خاصةً لدى الأشخاص الذين لم يظهروا أي تحسنٍ بعد استخدام مضادات الالتهابات المختلفة.

يتم حقن هذا الحمض في المفاصل لتعويض النقص في السائل الزلالي (Synovial fluid) الذي يتخلل المفاصل والعظام، وبهذه الطريقة يقل الاحتكاك وتزداد قابلية المفاصل للحركة من دون الشعور بالألم.

أهم التعديلات على نمط الحياة للسيطرة على التهاب المفاصل

  • ممارسة الأنشطة الرياضية الخفيفة التي لا تتسبب في إجهاد المفاصل، مثل: المشي والسباحة.
  • اتباع النظام الغذائي الصحي القائم على تناول الأسماك، المكسرات، الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة.
  • فقدان الوزن الزائد لتقليل الضغط المسلّط على المفاصل.
  •  تجنب الأطعمة المصنعة، والتي تحتوي على المُحليَّات الصناعية والكربوهيدرات المكررة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة وتجنب الوقوف لفتراتٍ طويلةٍ خلال اليوم.

أهمية الاستشارة الطبية لتخفيف آلام التهاب المفاصل

قبل أن يخطو المريض أولى خطواته في علاج آلام المفاصل، يجب أن يحصل على الاستشارة الطبية من خلال الدكتور علي مغنية الذي يجيب عن كافة الاستفسارات وينصت إلى شكوى المريض قبل تحديد الخطة العلاجية الملائمة، لذا ينصح بالتواصل معه عبر الوسائل التالية:

الأسئلة الشائعة:

هل التهاب المفاصل يعتبر مرضًا مزمنًا؟

نعم، ينضم التهاب المفاصل إلى قائمة الأمراض المزمنة التي تتفاقم أعراضها إن لم يتم التدخل السريع لعلاجها.

من أين يأتي التهاب المفاصل؟

عادةً ما ينتج هذا الالتهاب بسبب مهاجمة جهاز المناعة للعظام والمفاصل، وفي حالاتٍ أخرى تحدث الإصابة بسبب العدوى البكتيرية والفيروسية.

هل التهاب المفاصل ينتشر؟

في معظم الحالات تتركز العدوى في مفصلٍ واحد، إلا أن الالتهاب قد ينتشر تبعًا لمسبباته، مما يؤدي إلى إصابة عدة مفاصل في الجسم.

ما هي أبرز أشكال التهاب المفاصل؟

التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام هما الشكلان الأكثر شيوعًا، أما عن الأشكال الأخرى فتشمل كلًّا من: التهاب الفقرات التصلبي، النقرس، والذئبة الحمراء الجهازية.

ما هي أشهر الأعراض المصاحبة لالتهاب المفاصل؟

تتضمن الأعراض: ارتفاع حرارة الجسم، تورم المفاصل، الشعور بالإعياء، الطفح الجلدي، صعوبات التنفس، فرط التعرق، وفقدان الوزن.

المصادر:

Table of Contents