التعامل مع وجع الرأس الناتج عن التوتر: استراتيجيات وحلول

يُعتبر صداع التوتر النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الصداع، حيث يمكن أن يكون خفيفًا أو متوسطًا أو حادًا، ويمتد الألم من خلف العينين وفي الرأس والرقبة. يصف المصابون الألم كشريط ضيق يضغط على الجبهة.
علاج ألم في الرأس

وجع الرأس الناتج عن التوتر هو ذلك النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الصداع، وعلى الرغم من انتشاره، إلا أن شدته تتفاوت من شخصٍ لآخر، فعادةً ما يصف المصابون هذا النوع من الألم بأن له تأثيرًا مشابهًا للشعور الناتج عن ربط الرأس بشريطٍ ضيقٍ، وفي ذلك إشارةٌ إلى الضغوط العالية التي تكون مُسلَّطةً على الجبهة من جراء هذا الألم. 

خلال مقال اليوم سنقوم بتسليط الضوء على صداع التوتر (Tension headache) للتعرف على أبرز مسبباته، الأعراض المصاحبة له، والأساليب العلاجية الفعالة التي تساهم في الحد من وطأته وتقليل احتمالات ظهوره مجددًا.

تعريفٌ بوجع الرأس الناتج عن التوتر

يمكننا وصف وجع الرأس الناتج عن التوتر بأنه ألمٌ يسلِّط المزيدَ من الضغوط على الجبهة والصدغين، وهو النوع الأكثر انتشارًا في أوساط البالغين، غير أن شدته تختلف من حالةٍ لأخرى، أما عن أسبابه، فقد رجَّح الأطباء أن هذا الألم ينتج بسبب انقباض عضلات الرأس والعنق، ولعل هذا ما يفسر الحالات التي يمتد فيها الألم ليشمل كلًّا من: الرأس، العنق، الكتفين، الصدغين، والفك.

تصنيف صداع التوتر استنادًا إلى الوتيرةِ التي يتكرر بها

لقد دأب الأطباء على تصنيف هذا النوع من الصداع بناءً على الوتيرةِ التي يتكرر بها، وقد جاءت تلك التصنيفات لتحاول أن تفسر الحالات المختلفة التي يمر بها المرضى، سعيًا من الأطباء إلى وضع الخطة العلاجية الملائمة لكل حالة، فالنقاط التالية ستوضح هذه التصنيفات على نحوٍ تفصيلي:

الصداع التوتري العرضي:

ينتمي الصداع إلى هذه الفئة في حال شعر به المريض مرةً واحدةً فقط على مدار الشهر.

الصداع التوتري المتكرر:

يختص هذا التصنيف بالحالات التي تعاني من نوبات متكررة من الصداع التوتري، فقد يصل عددها إلى 14 مرة كل شهر لمدة 3 أشهر على أدنى تقدير.

الصداع التوتري المزمن:

ينتقل الصداع إلى هذه الفئة في حال تعرض المريض لأكثر من 15 نوبةً خلال الشهر الواحد لمدةٍ تستمر إلى 3 أشهر أو تزيد.

أسباب صداع التوتر

أسباب صداع التوتر
أسباب صداع التوتر

ينتج صداع التوتر من جراء التقلص الذي يصيب العضلات الواقعة ما بين الرأس والعنق، ولكن ما السبب في حدوث هذه التقلصات؟ في واقع الأمرِ لا تقترن هذه التقلصات بسببٍ واحد، إذ تتعدد أسباب وجع الرأس المحفزة لحدوثها، والتي نستعرضها معًا من خلال القائمة التالية:

  • قضاء وقتٍ طويلٍ أمام شاشات التلفاز والحواسيب.
  • قيادة المركبات لفتراتٍ طويلة.
  • التعرض لدرجات حرارة منخفضة.
  • شرب الكحول.
  • إجهاد العين.
  • جفاف العينين.
  • اضطراب الفك الصدغي الفكي (Temporomandibular jaw disorder TMJ).
  • التهاب المفاصل التنكسي في العنق (Neck Degenerative arthritis).
  • الوضعيات الخاطئة أثناء الجلوس والنوم.
  • الإفراط في التدخين.
  • ضغوط العمل والدراسة.
  • نزلات البرد.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • الإفراط في تناول الكافيين أو التوقف المفاجئ عن تناوله.
  • القلق.
  • الاكتئاب، والذي يعد سببًا أيضًا من أسباب الصداع عند الأطفال.
  • الإجهاد العاطفي أو العقلي.
  • قلة شرب الماء.
  • انخفاض مستويات الحديد في الجسم.
  • المعاناة من مشكلات الفك والأسنان. 
  • اضطرابات النوم.
  • الجوع وتخطي بعض الوجبات الرئيسية.

الأعراض المصاحبة لصداع التوتر

  • شعور بالضغط في منطقة الجبهة وعلى جانبي الرأس.
  • تقلص عضلات الرقبة والكتفين.
  • زيادة حدة الألم في وقتٍ متأخرٍ من اليوم.
  • المعاناة من الأرق.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • مواجهة الصعوبات على مستوى التركيز الذهني.
  •  التحسس تجاه الضوء والصوت.
  • الشعور بآلامٍ في العضلات.

علاج صداع التوتر

علاج صداع التوتر
علاج صداع التوتر

يمكن أن يختفي صداع التوتر ببساطة من خلال شرب الماء، حيث قد يكون المصاب يعاني من جفاف ويحتاج إلى زيادة في شرب الماء، بالإضافة إلى الحصول على قسط كاف من النوم. يسبب نقص النوم معاناة من صداع التوتر، ويجب على المرء أن يتناول وجباته في الوقت المحدد. إذا لم تكن هذه الإجراءات فعّالة، يمكنك علاج وجع الرأس الناتج عن التوتر بإحدى هذه الطرق:-

تخفيف صداع التوتر العرضي باستخدام العلاج الدوائي

تمثل مسكنات الألم (Pain relievers) الحلَّ الأولي الذي يتم اللجوء إليه في حالات الصداع التوتري العرضي، أو بعض حالات الصداع النصفي وتشمل هذه المسكنات كلًّا من: الإيبوبروفين (Ibuprofen)، الأسبرين (Aspirin)، الأسيتامينوفين (Acetaminophen) ونابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium)، لكن يجب الحذر من الإفراط في استخدام المسكنات لتفادي آثارها السلبية والأنواع الأخرى من الصداع التي تنتج عن تلقِّي جرعاتٍ زائدةٍ منها.

يمكن لأدوية التريبتان (Triptans) الإسهام في احتواء آلام الرأس العرضية الناتجة عن التوتر، فهي تشترك في تغيير الكيفية التي تعمل بها الدورة الدموية، كما أنها تُحدِث التعديلات على طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم، لتمنح بذلك المصابين شعورًا بالارتياح يدوم لبعض الوقت.

الأدوية المستخدمة لعلاج صداع التوتر المزمن

في حالات الألم المزمن تظهر الحاجة إلى استخدام أدويةٍ أكثر فعاليةً بجرعاتٍ يحددها الطبيب المتابع للحالة، وتشمل هذه الأدوية: مضادات الاكتئاب (Antidepressants)، الأدوية المضادة للتشنجات (Anti-seizure medicines)، ومرخيات العضلات (Muscle relaxants).

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants) تمثل الدواء الأكثر استخدامًا لعلاج صداع التوتر المزمن، ومن أبرز الأمثلة عليها:  أميتريبتيلين (Amitriptyline) ونورتريبتيلين (Nortriptyline).
  • استخدام الأدوية المضادة للتشنجات مثل: الجابابنتين (Gabapentin)، ومرخيات العضلات مثل: تيزانيدين (Tizanidine) يمكن أن يساهم إلى حدٍ بعيد في تقليل الوتيرة التي يتكرر بها صداع التوتر المزمن. 

المزيد من الأساليب العلاجية الفعالة لعلاج صداع التوتر

  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي (Physical therapy) للتخلص من حالات توقف التنفس أثناء النوم (Sleep apnea) وتحسين حالات المفصل الفكي الصدغي (TMJ).
  • الالتزام بجلسات التدليك وممارسة تمارين التمدد والاسترخاء للتخلص من التشنج العضلي والتوتر العصبي الذي يتسبب في ظهور هذا النوع من الصداع.
  • تجربة جلسات الوخز (Acupuncture) إذ يمكنها المساهمة في تخفيف الألم من خلال تحفيز الجسم لإطلاق مزيدٍ من الناقلات العصبية التي تعمل كمسكنات طبيعية للألم، وهي ما تعرف باسم الإندورفين (Endorphins).

الحصول على الاستشارة الطبية لعلاج وجع الرأس الناتج عن التوتر

يجب على المصابين مناقشة الطبيب في كافة التفاصيل قبل اتخاذ أي إجراءٍ لعلاج وجع الرأس الناتج عن التوتر، فدائمًا ما نوجه بضرورة التواصل مع الدكتور علي مغنية للحصول على الإجابات الوافية عن جميع الأسئلة المرتبطة بهذا الألم، ويمكن التواصل معه عبر الوسائل التالية:

  • البريد الإلكتروني: info@dralimoghnieh.com.
  • رقم الهاتف: 9613565026+
  • حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook, Instagram, Linkedin.
  • لحجز موعد أو الاستفسار عن العلاج: يتم ذلك عن طريق تطبيق Whatsapp.

الأسئلة الشائعة:

كيف أعرف أن الصداع بسبب التوتر؟

يمكنك التحقق من أن التوتر هو السبب في الصداع حين تشعر بضيقٍ أو ضغطٍ في الجبين، أو على جانبي الرأس ومؤخرته.

كيف أتخلص من ألم صداع التوتر؟

تتعدد الأساليب العلاجية لهذا النوع من الألم، فهناك العلاج الدوائي، العلاج الطبيعي، التدليك، والوخز بالإبر، هذا إلى جانب بعض التعديلات على نمط الحياة لتجنب محفزات هذا الألم.

هل صداع التوتر يسبب ألمًا في فروة الرأس؟

نعم، يشترك صداع التوتر والصداع النصفي في إصابة فروة الرأس بالألم.

هل التفكير الزائد يسبب ألمًا في الرأس؟

يمكن للقلق، التوتر، والتفكير السلبي الزائد أن ينضموا إلى مسببات آلام الرأس بصفةٍ عامة.

الخاتمة:

كانت تلك إطلالة سريعة تعرفنا من خلالها على أبرز المعلومات المتعلقة بوجع الرأس الناتج عن التوتر، فقد استعرضنا بواعث هذا الألم، أعراضه الشائعة، والأساليب العلاجية الفعالة لتخفيفه ومنع ظهوره المتكرر.

المصادر:

Table of Contents